استراتيجية الخطوات البطيئة
أصيبت الحركة النسوية في إيران بضربة قاسية، وذلك عندما قامت الشرطة في طهران بتفتيش المركز الاستشاري الخاص بالحقوقية الإيرانية وحاملة جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي ثم أغلقته. كما تمت مصادرة جهاز الحاسوب الخاص بها وأوراق أخرى.
وكان من المفترض في الأصل أن يقام في مركزها الخاص بالدفاع عن حقوق المرأة حفل بمناسبة الذكرى الستين لإعلان الأمم المتَّحدة الخاص بحقوق الإنسان. ولكن ورد في لائحة اقتحام المركز الرسمية أنَّ هذا المركز ينشر "دعاية ضدّ النظام".
أسباب مختلفة
غير أنَّ السبب الحقيقي مختلف، إذ أوصل المركز الاستشاري التابع لشيرين عبادي حقائق ومعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى الأمم المتَّحدة. ووردت هذه المعلومات في القرار الذي صدر بعيد ذلك عن هيئة الأمم المتَّحدة.
والآن رفعت شيرين عبادي قضية ضدّ الإغلاق القسري لمكتبها في طهران. وبالإضافة إلى ذلك أرسلت احتجاجات على "انتهاك حقوق الإنسان" في رسالة تم توجيهها إلى وزير العدل، آيات الله محمود هاشمي شرودي. ومنذ عدَّة أعوام تبذل المحامية الإيرانية شيرين عبادي ما في وسعها من أجل حقوق المرأة في بلدها، إيران. وقد كانت أوَّل امرأة مسلمة حصلت عن جهودها في عام 2003 على جائزة نوبل للسلام. واستخدمت عبادي أموال الجائزة من أجل تأسيس المركز الاستشاري لحقوق الإنسان. وفي هذا المركز كان زملاؤها يساعدون نساءً أخريات من أجل خلق وعي جديد.
وتقول شيرين عبادي إنَّ "وعيًا كهذا لا ينشأ بين ليلة وضحاها"، ثم تضيف: "هذه عملية طويلة الأمد. وفي يومنا هذا يجد صوت المرأة في المجتمع الإيراني صدى أكبر مما كانت عليه الحال قبل ثلاثين عامًا. وحاليًا صار يوجد الكثير من الكتب والمجلات الجيِّدة التي تتناول وضع المرأة والتي تتم كتابتها بفعل الاحتجاج على عدم مساواة الرجال بالنساء. ويتم تناول هذه الكتب في نقاشات ساخنة".
وشيرين عبادي مقتنعة في أنَّ مشكلات المرأة في إيران تكمن قبل كلِّ شيء في المجال الحقوقي: "نحن لدينا قوانين تُرسِّخ الحقوق غير المتساوية بين الرجل والمرأة. فهكذا يستطيع الرجل على سبيل المثال الزواج من عدّة نساء. ويستطيع الرجل طلاق زوجته من دون موافقتها. وبعد الطلاق يتمتَّع الرجل بحقوق رعاية الأطفال المشتركين، ولا تحصل المرأة على حقّ الرعاية. وكلِّ هذا يشكِّل تمييز في الحقوق".
"حملة المليون توقيع"
وفي صيف عام 2006 أطلقت شيرين عبادي حملة من أجل حقوق المرأة في إيران، بغية جمع مليون توقيع. وكانت هذه الحملة شرطًا من أجل حمل البرلمان الإيراني على القيام بمبادرة قانونية. ومنذ إطلاق هذه الحملة قبل عامين تم استدعاء ثلاث وأربعين ناشطة حقوقية تحتَّم على عشرة منهم البقاء في السجن.
غير أنَّ المدافعات عن حقوق الإنسان يظهرن أيضًا نجاحًا؛ فعلى سبيل المثال أثار طيلة عام مشروع تعديل قانون في إيران موجة من الاستياء لدى الرأي العام الإيراني. وكان مشروع هذا القانون ينصّ على أنَّ الرجال لن يحتاجوا إلى موافقة الزوجة الأولى عندما يريدون الزواج من زوجة ثانية.
وتم في نهاية الأمر وبعد احتجاجات قوية سحب مشروع تعديل هذا القانون. وهذا النجاح الذي تم تحقيقه بصعوبة يُظهر - حسب قول المحامية شيرين عبادي - أنَّ الناشطات من أجل حقوق المرأة في إيران يستطعن من دون شكّ إحداث بعض التأثيرات في النظام المحافظ. وهذه المحامية البالغة من العمر واحدًا وستين عامًا لا تدع كذلك مجالاً للخوف من الإجراءات القمعية التي يتم اتِّخاذها حاليًا. فقد صمدت كثيرًا - على سبيل المثال أثناء السجن الانفرادي في طهران في سجن "إفين" ذي السمعة السيئة. ولكن على الرغم من ذلك فإنَّ شيرين عبادي لا تنوي مغادرة إيران، وذلك لأنَّها تدرك حقّ الإدراك أهميتها بالنسبة للنساء الإيرانيات وحركة الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران.
كاتايون أميربور
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2009
كاتايون أميربور صحفية إيرانية وباحثة مشهورة مختصة في الدراسات الإسلامية.
قنطرة
قانون الأسرة المزمع إصداره في إيران:
"ترخيص مجاني للرجال الراغبين بتعدد الزوجات"
تسود حالة من القلق لدى المدافعات عن حقوق المرأة في إيران في ضوء خطط الحكومة الإيرانية إصدار قانون جديد من أجل "حماية الأسرة" الذي ترى فيه الحركات النسائية بأنه لا يراعي الشؤون الأسرية ويهضم حقوق المرأة ويسمح للرجل بتعدد الزوجات دون ضوابط وقيود. دورنا حاتملوي تستعرض هذا القانون وإشكالياته..
تعديل قانون منح الجنسية في إيران:
خطوة في الطريق إلى المساواة بين المرأة والرجل
أُعلن مؤخراً انه قد تم لأول مرة في تاريخ إيران تشريع قانون ينص على "منح" الجنسية الإيرانية للأبناء من أمهات إيرانيات وآباء غير إيرانيين. تقرير من غولبارغ باشي.
إغلاق مجلة "زنان" النسوية في إيران:
إسكات لصوت الحرية وتنكيس لراية المساواة
اشتهرت المجلة الإصلاحية النسوية الإيرانية "زنان" بدعمها لحقوق المرأة وبدفاعها عن الإسلام النسوي، بيد أن السلطات الإيرانية سحبت ترخيص هذه المجلة بدعوى تهديدها لسلامة المجتمع الإيراني فكريا ونفسيا. مارغوت بدران تلقي الضوء على الإنجازات التي حققتها هذه المجلة.