أمثال وحِكَم وأقوال ألمانية مأثورة شهيرة في اللغة الألمانية كنز من الأمثال التي يستخدمها أشخاص كثر في تواصلهم اليومي دون أن يعرفوا أحياناً من أين أتت هذه الأمثال وكيف أضحت أمثالاً. الرسوم التالية صُمِّمَتْ خصيصاً لتعبر عن أمثال ألمانية رائجة. فكم تعرف منها؟ Der Fisch stinkt vom Kopf her: يتعفن رأس السمكة بسرعة بعد موتها، ولهذا فهو أول جزء يفسد منها. ويُستعمل مَثَلُ "السمكة تتعفن من الرأس" عندما تقوم قيادة منظمة أو حزب ما، على سبيل المثال، بالعمل لحساب القيادة الشخصي أو تضليل الجمهور. اشتهر هذا المثل في ألمانيا عام 2000 عندما استخدمه المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر للإشارة إلى رئيس وزراء ولاية هيسن، رونالد كوخ، بعد فضائحه المالية. Man sägt nicht den Ast ab, auf dem man sitzt: هكذا هي طبيعتنا نحن البشر، نطلق النار بأيدينا على أقدامنا ونضرب اليد التي تطعمنا ونخرق سفننا بأيدينا. فلماذا لا "نقطع غصن الشجرة الذي نجلس عليه"؟ باختصار هناك عدد هائل من الطرق التي نلحق بواسطتها الضرر بمصالحنا. لكن هذا المثل ينصحنا بالاحتراس من ذلك: "لا تقطع الغصن الذي تجلس عليه". Kleinvieh macht auch Mist: حتى الأجزاء الصغيرة يمكن أن تكون مؤثرة إذا ما اجتمعت. وهكذا يقول هذا المثل الألماني: "الحيوانات الصغيرة يصدر عنها الروث أيضاً". ففضلات حيوان صغير تشكل كمية صغيرة، لكنها يمكن أن تسمِّد حقلاً كاملاً كلما زاد عدد الحيوانات. وبهذا المنطق يمكنك أن تقول إن سيارتي القديمة لا تشكل خطراً على البيئة، لكن في الحقيقة إن قال كل أصحاب السيارات القديمة ذلك باتت بيئتنا بأكملها مهددة. Reden ist Silber, Schweigen ist Gold: "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب". ويعود تشبيه الكلام بالفضة إلى الإنجيل (الآية: 12:6)، ولكن ماذا عن تشبيه الصمت بالذهب؟ ينسب ابن كثير هذا التشبيه إلى لقمان الحكيم المذكور في القرآن، إذ قال: "إذا كانت الكلمات من فضة، فالسكوت من ذهب". لكن أسطورة رائجة اليوم تقول إن كثيرين يعتبرون اليوم أن جزءاً من هذا المثل يعود إلى أغنية لفرقة "تريميلوس" الإنكليزية عام 1967. Mit Speck fängt man Mäuse: إذا كنت تريد شخصاً ما أن يقوم بعمل من أجلك، فقدم له الحافز المناسب. هنا، يُغرَى الفأر بقطعة من الشحم المجفف، وفي النهاية ينجر إلى الفخ. لكن النهاية لا يجب أن تكون فخاً في كل مرة، فغالباً ما يستعمل هذا المثل في مجالات العمل، ويُطلَق ربما على مدير يحاول رفع الإنتاجية، فيتساءل عن نوع اللحم المقدد الذي يجب عليه تقديمه "لفئرانه". Eine Hand wäscht die andere: يشير مَثَلُ "يد تغسل الأخرى" إلى المنطقة الرمادية التي تنتهي فيها المساعدة ويبدأ الفساد. ويُستخدم هذا المثل للسخرية أيضاً، فإنها تلمح إلى أن المجرمين يساعدون بعضهم البعض (كمثال: العلاقة بين سياسي فاسد وداعم له في الخفاء). ويُستعمل هذا المثل إيجابياً أيضاً عندما يعود بالمنفعة المشتركة. وقد عنى الشاعر الألماني غوته المعنى الثاني عندما ذم رجلاً شحيحاً بقصيدة "كيفما تَكُنْ معي أَكُنْ معك". Lieber den Spatz in der Hand, als die Taube auf dem Dach: "عصفور في اليد خير من حمامة على السطح": اعتاد البشر على أكل لحم الحمام لآلاف السنين، لكن عند الضيق يمكنهم أن يأكلوا لحم العصفور أيضاً. مع أخذ هذا بعين الاعتبار، يحذر المثل الألماني من المخاطر المتأصلة في الطمع بالمزيد. وهذا المثل مأخوذ من اللاتينية في صيغته الأصلية "عصفور باليد أفضل من ألف على العشب". وقريب مما يقوله اليوم المثل الإنكليزي "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة". Unkraut vergeht nicht: يُضْرَب المثل الألماني "الأعشاب الضارة لا تتلاشى" في الإنسان الذي يبقى مثابراً رغم جميع التحديات والانتكاسات التي تواجهه. في القرون الوسطى كانت الأعشاب الضارة تنمو في كل مكان وتُفسد منظر حقول الورود مثلاً، ولكنها تُستخدم رغم ذلك في شيء ما. لكن المثل يؤكد على قوة العزيمة والإصرار على تحقيق هدف ما رغم المصاعب. Wer den Pfennig nicht ehrt, ist des Talers nicht wert: "من لا يُقدِّر البفينيغ (القرش) لا يحس بقيمة التالَر (الدينار)". بات هذا المثل نادراً اليوم، ومع تغير عملة ألمانيا بات كثير من الألمان يقولون "من لا يقدر قيمة السنت لا يشعر بقيمة اليورو". التالر عملة سبقت الدولار، ولا يعرف قيمته إلا من عرف قيمة القرش أو البنس. ويُقال إن المصلح البروتستانتي مارتن لوتَر كتب شيئاً مشابهاً بالطباشير على موقده في أوائل القرن السادس عشر. In der Not frisst der Teufel Fliegen: "في وقت الضيق يأكل الشيطان الذباب". هل يمكن أن تأكل الذباب وقت العوز والضيق؟ هكذا هو الأمر بالنسبة للشيطان، بحسب هذا المثل الألماني الذي يعود إلى القرن التاسع عشر. المعنى الأعمق له أكثر إرباكاً، ومع هذا فإن تسمية الشيطان بالعبرية هي "بعلزبوب"، وتُترجم إلى "سيد الذباب". والمعنى يصبح عندها أن "الشيطان سيأكل أتباعه إذا ما دعت الضرورة لذلك". Pech im Spiel, Glück in der Liebe: "منحوس في اللعب محظوظ في الحب"، هذا المثل قد لا يكون حقيقة مثبتة، ولكنه يمكن أن يكون عزاءً للخاسرين في عصر ألعاب القمار الإلكترونية. كثيرون يفترضون خطأً أن التعامل مع أمور الحياة يتلخص في خيارين فقط، كالفوز في اللعب أو الحب. لكن الأمر ليس كذلك. لذلك، يرى البعض أن المثل يرجع إلى مثل إسباني يقول: "من نشد الحظ في اللعب، لاح له سوء الحظ في البيت". Ein gutes Gewissen ist ein sanftes Ruhekissen: "الضمير المرتاح وسادة ناعمة"، أحد أروع الأمثال الألمانية المشهورة. لا تفعل ما تسوّل لك نفسك به، وستنام قرير العين حينها. كلمات حكيمة حقاً، وهي مريحة جداً لمن لا يحبون الأرق في الليل. Wer im Glashaus sitzt, soll nicht mit Steinen werfen: "من كان بيته من زجاج يجب ألا يرمي الآخرين بالحجارة". تعود جذور هذا المثل إلى ألمانيا، لكن لا يوجد أي دليل على سبب نشأته. بيد أن الصورة التي يعبر عنها واضحة. ويستدعي هذا المثل ما ورد في الإنجيل: "من كان منكم بلا خطيئة فليلق الحجر الأول"، ولأنه لا يوجد أحد بلا خطيئة، فإن المعنى الضمني للمثل هو أن كل واحد منا يعيش في بيت زجاجي من نوع ما. Viele Köche verderben den Brei: "كثرة الطباخين تفسد الطبخة". الطبخ سوية من الأمور الممتعة. لكن إضافة الملح والتوابل يجب أن يتولاها شخص واحد فقط، وإلا فسد المذاق. أصل هذا المثل غير معروف على وجه الدقة، على عكس مضمونه: إذا ما عمل خبراء كُثر في وقت واحد على أمر واحد، فإنهم يعيقون بعضهم بعضاً. ولذلك فإن الأدوار والواجبات في أماكن العمل بألمانيا محددة بدقة. Kleider machen Leute: "الملابس تصنع الناس"، مثل مأخوذ عن اللاتينية "الملابس تصنع الرجل"، وهذا المثل أصبح عنوان قصة للكاتب السويسري غوتفريد كيلر، تتحدث عن صبي خياط حسبه الآخرون أميراً نظراً لأناقته. لكن أفضل تجسيد للمثل مقولة الكاتب الأمريكي مارك توين "العراة ليس لديهم تأثير كبير في المجتمع". Scherben bringen Glück: "الشظايا تجلب الحظ". يعرف الكثيرون التقليد اليهودي في تعمد كسر شيء من الزجاج في حفلات الزواج، كرمز لذكرى تحطيم المعبد وجلب الحظ السعيد للزوجين. وفي ألمانيا، يستعمل الخزف بدلاً عن الزجاج في تطبيق المثل "قطع الفخار تجلب الحظ". وتُحطَّم صحون وأكواب خزفية في بداية كل حفل زواج. وعلى العروسين جمع هذه الشظايا، ما يرمز إلى العمل المشترك في الحياة المستقبلية. Einem geschenkten Gaul schaut man nicht ins Maul: "لا ينظر المرء في فم حصان مُهْدَى". كان إهداء الجياد من الأمور المحببة في السابق، لكن كان من غير اللائق تفحص أسنانه بحضور من أهداه من أجل تقدير عمره وحالته، وهو بالتالي ما يحدد قيمته. وصيغة حديثة من هذا المثل في زمن المعلوماتية تقول: "لا تبحث في غوغل عن قيمة هدية بحضور من أهداك إياها". Lügen haben kurze Beine: "للكذب ساقان قصيرتان". من الطبيعي ألا يقصد هذا المثل أن صغار القامة أكثر كذباً من غيرهم، بل يعني أن "حبل الكذب قصير" كما يقول المثل العربي. ويقول مَثَلٌ إفريقي "يمكنك أن تأكل مرة بالكذب، لكن لا يمكنك ذلك مرتين". وفي الآرامية "الصدق يصمد، بينما لا يفعل الكذب". Auch ein blindes Huhn findet mal ein Korn: "حتى الدجاجة العمياء قد تجد حبة ذرة أحياناً". لا يُستخدم هذا المثل للمديح مطلقاً، إذ يشير إلى أن الشخص العاجز يمكنه النجاح أحياناً، تماماً مثل دجاجة عمياء يُحالفها الحظ في بعض الأحيان وتجد شيئاً ما. الأمر لا علاقة له بالقدرة. ويشيع اليوم هذا المثل أكثر: "حتى السناجب العمياء تجد الجوز". بالطبع كان المزارعون قبل قرون يتعايشون مع الدجاج الأعمى أكثر من السناجب. Jeder ist sein Glückes Schmied: يبدو المثل الألماني "بيدك تصنع سعادتك" على قدر كبير من التفاؤل بالنسبة للألمان المتشائمين. وهذا الأمر ليس غريباً إذا ما عرفنا أن أصله لا يعود إلى الثقافة الألمانية، إذ يُنسب إلى القنصل الروماني أبيوس كلاوديوس بولتشر، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. وإذا ما كان المرء مسؤولاً عن قدره وسعادته، فهو مسؤول أيضاً عن تعاسته. Aller guten Dinge sind drei: "الأشياء الجيدة تأتي ثلاثاً"، أو كما تقول العرب "الثالثة ثابتة". يستحضر هذا المثل الإيحاء بأن الحظ قد يهجرنا أحياناً لسنوات، قبل أن يعود إلى حياتنا -وفق هذا المثل- بعد ثلاث محاولات. وقد اعتمد تشارلز فراي على هذا المثل حرفياً في تصميمه لآلات القمار الآلية، إذ يكون الفوز بتشابه ثلاثة أرقام أو أشكال. Gelegenheit macht Diebe: النص الحرفي لهذا المثل يقول: "الفرصة تصنع اللصوص". أعطِ قرداً فرصة وسرعان ما سيقوم بإفراغ الحقيبة التي تحملها على ظهرك. وفي غير هذه الحالة سيمضي وشأنه. ويعبر المثل الألماني بدقة عن الإغراء الذي يجعل من البعض لصوصاً. Der Apfel fällt nicht weit vom Stamm: "لا تسقط التفاحة بعيداً عن الشجرة". يُقال إن أصل المثل مرتبط بالتوائم الذين يولدون في فترة الهلال. وتضيف الأسطورة أنه إذا ما مات أحدهم في شجار عائلي، يحصل الثاني على كل ما يريد لمدة عام كامل. ولكن في نهاية هذا العام عليه أن ينتحر. القصة مغرقة في الخيال، لكن المثل يعبر اليوم عن انتماء شخص لعائلته، وتقول العرب "العِرق دساس".