زلزال مدمر عمَّق جراح أفغانستان شهدت أفغانستان زلزالا مدمرا 2022 أدى إلى مقتل وجرح المئات. الزلزال زاد تعميق أزمة الأفغان الذين يعانون مسبقا من مشاكل كبيرة جراء نقص الخدمات والمواد الأساسية، كما يزيد من التحديات على حركة طالبان التي توترت علاقتها بالخارج. خسائر كبيرة في الأرواح: بحسب الحكومة الأفغانية، أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم وجرح أكثر من 600 في شرقي البلاد بسبب زلزال مدمر. رقم الضحايا بقي مؤقتاً وقد يرتفع أكثر مع وجود أنقاض كبيرة وعدم تقدم عمليات الإنقاذ وقلة المعلومات المتوفرة. بلغت قوة الزلزال 6.1 على مقياس ريختر، وأدى إلى تدمير قرى بالكامل وطرقات وشبكة الهاتف. مقابر جماعية: سكان إقليم باكتيكا يقومون بمحاولة إنقاذ الجرحى وإخراجهم من الركام. رجل اسمه كوسار، فقد والده في الزلزال، صرّح لدويتشه فيله أنهم استيقظوا ليلة الزلزال الساعة الواحدة صباحا على وقع اهتزاز كبير، وبعدها تحوّل كل شيء إلى غبار. ويتابع أنه تم حفر مقابر جماعية ودفنت فيها الجثث، لافتاً إلى أن الناجين يحتاجون بشدة إلى الغذاء والمأوى. صعوبات في الإنقاذ: أرسلت السلطات طائرات مروحية لمحاولة إنقاذ المتضررين ونقل الجرحى. غير أنه ليس لدى أفغانستان سوى عدد ضئيل للغاية من هذه الطائرات، كما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات جمة في بلد يعاني مسبقا من أزمات كبيرة. ومما يزيد من تعميق صعوبات الوصول إلى الضحايا وقوع الزلزال في منطقة جبلية وتأكيد السلطات أنها غير قادرة على الوصول لكل الضحايا. تحديات كبيرة لحركة طالبان: طالبت حركة طالبان، التي تحكم أفغانستان منذ سيطرتها على كابول الصيف الماضي 2021، المنظمات الدولية بدعم سريع للبلد. الزلزال يمثل تحديا كبيرا للحركة من ناحية العمل مع المنظمات الأممية مجددا، خصوصا بعد انقطاع العديد من المساعدات الدولية بسبب العقوبات المفروضة على الحركة ورفض هذه الأخيرة تنفيذ تعهداتها المتعلقة باحترام حقوق الإنسان. الحظ التعيس لسكان الشرق: تقع عدة أجزاء من أفغانستان في منطقة زلزالية نشيطة، وخصوصا منطقة جبال هندوكوش الشرقية التي توجد كذلك في شمال غرب باكستان، حيث وقعت زلازل هناك على مدى العقود الماضية. ما يزيد من عمق المأساة أن البنى التحتية في هذا الجزء من أفغانستان سيئة للغاية، والمنازل المبنية بالطين غير مشيدة بشكل آمن، ما يجعلها عرضة للسقوط. حصيلة القتلى تجعل هذا الزلزال الأشد فتكاً في أفغانستان منذ عقدين - بحسب بيانات الحكومة الأمريكية: قال مسؤول أفغاني كبير يوم الجمعة 24 / 06 / 2022 إن السلطات أنهت البحث عن ناجين بعد الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص. وقال محمد نسيم حقاني المتحدث باسم وزارة الكوارث لرويترز إن نحو عشرة آلاف منزل دمرت جزئيا أو كليا في الزلزال الذي وقع يوم الأربعاء في منطقة نائية من البلاد، مشيراً إلى أن عمليات الإنقاذ اكتملت في مناطق رئيسية لكنها ما زالت مستمرة في بعض المناطق المعزولة. دعم باكستاني رغم التوتر: وعدت باكستان بإرسال المساعدة لجارتها أفغانستان، خصوصا أن الزلزال وقع على الحدود الغربية لباكستان. رغم تأكيد سكان باكستانيين شعورهم بالزلزال في مناطقهم، إلّا أنه لم تسجل حالات وفاة أو سقوط منازل. العلاقة بين باكستان وحركة طالبان غير وردية في هذا الوقت، بسبب اتهام إسلام آباد لكابول بعدم القيام بجهد كبير لمنع هجمات إرهابية تنطلق من أفغانستان على أهداف في باكستان. وقع الزلزال الذي بلغت شدته 6.1 درجة في منطقة جبلية قاحلة تتناثر فيها تجمعات سكانية صغيرة على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة كابول قرب الحدود مع باكستان: وعرقل ضعف الاتصالات وسوء حالة الطرق جهود الإغاثة في بلد يعاني بالفعل من أزمة إنسانية تفاقمت منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/آب 2021. إعداد: دويتشه فيله / موقع قنطرة 2022