صور خاصة: إنتفاضة عراقية ضد الفساد والطائفية - مسار ربيع عربي آخر!
-
في درجة حرارة بلغت 50 درجة مئوية، خرج البغداديون يوم الجمعة السابع من آب / أغسطس 2015 في تظاهرة احتجاج انطلقت مساء بسبب شدة الحرارة. الأمر الذي اتفق عليه كثير من المتظاهرين هو المطالبة بعودة التيار الكهربائي الذي انقطع عن العراقيين منذ التغيير عام 2003 ، فيما لا يعاني اقليم كردستان من هذه المشكلة والتيار الكهربائي شبه طبيعي فيه. -
انفقت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 أكثر من 35 مليار دولار على الكهرباء، تسربت كلها الى جيوب الفاسدين، ولم يتحسن التيار الكهربائي. العراقيون يعتمدون على مولدات منزلية، وعلى مولدات كهرباء مناطقية صغيرة يدفعون لها بدل اشتراك شهري ويصلهم التيار ضعيفا بضع ساعات في اليوم. اغلب طلبة وتلامذة العراق يستخدمون فوانيس ومصابيح خلوية لأغراض المذاكرة. -
تزايد حشد المتظاهرين ، وانضمت اليه النائبة الليبرالية شروق العبايجي من مجلس النواب العراقي ( وهي النائبة الوحيدة التي شاركت) بعد أن علقت عضويتها فيه. قوات الأمن حرصت على حماية المتظاهرين، وفي هذا السياق أيضا أغلقت الشوارع المؤدية الى منطقة التظاهرات في ساحة التحرير في قلب بغداد والطرق المؤدية لها، تحسبا من تفجيرات قد تستهدف المتظاهرين. -
تغيّرت مطالب المتظاهرين، لتشمل مطالب بالقضاء على الفساد الذي قل نظيره في العالم، حتى باتت العاصمة بغداد غارقة بالقمامة والقاذورات ودوائر الدولة لا تفعل شيئا ( الصورة من شارع في قلب بغداد مقابل البنك المركزي العراقي). وقد استجاب رئيس الحكومة حيدر العبادي فألغى مناصب نواب رئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية وقلّص كابينته الى 22 وزارة بعد ان كانت 33 وزارة. -
تظاهرات الجمعة الثانية استقطبت اعدادا كبيرة من المثقفين والليبراليين والاعلاميين والصحفيين. سقف المطالب ارتفع، حتى بات المتظاهرون يقولون علنا بفصل الدين عن السياسة ورفعوا شعار( باسم الدين باكونا الحرامية) أي ( باسم الدين سرقنا اللصوص). مطالب بعض المتظاهرين دعت الى حل البرلمان .هذا التوجه لم يرق لطائفة من المتظاهرين. -
الموسيقار العراقي كريم وصفي ( نجل الممثل الراحل كنعان وصفي) ، كان حاضرا بالكونترباص بين المتظاهرين، وهو الذي دأب على الحضور في الاماكن التي تشهد تفجيرات بالعاصمة بغداد. وفيما كانت عاصمة العراق عاصمة للثقافة العربية، أضحت اليوم مدينة تهزها التفجيرات وينخرها الفساد ويغادرها الفنانون والمثقفون خوفا من القتل. -
حرص المتظاهرون على رفع علم العراق وحذروا أي حزب وجهة من رفع أعلام أخرى، حرصا على وحدة المطالب ووحدة المصير. في الصورة طقوس رفع علم عراقي كبير جدا، فرشه المتظاهرون على الأرض عند ساحة التحرير في مدخل جسر الجمهورية ثم تناوبوا على تقبيله اظهارا لحبهم لوطنهم ونبذهم للتفرقة. -
في الجمعة الثانية شهدت أغلب المدن العراقية تظاهرات حاشدة تطالب في الغالب بالقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين، فيما نقلت وسائل الأعلام والصحف العراقية مشاهد من تلك التظاهرات ومطالب المتظاهرين التي كان اغلبها يطالب بحل مجالس المحافظات ومحاسبة المفسدين. -
من مظاهر الفساد والتخلف في العراق أنّ دور السينما والمسارح والمعارض اندثرت وتحولت الى خرائب، ولم تتول السلطات اصلاحها. في الصورة مسرح الرشيد الذي كان من أفخم المسارح في المدن العربية، وقد تهدم جزء منه في غارات التحالف الدولي عام 2003، لقربه من المنطقة الخضراء. لم يتم اصلاح المسرح منذ ذلك التاريخ، وبات رمزا للخراب الثقافي في العراق. -
ساحة التحرير، هي الميدان الرئيسي في مركز بغداد، وفي الصورة حشود مؤلفة من المتظاهرين تحت جدارية نصب الحرية للفنان العراقي الراحل جواد سليم. ويمكن ملاحظة قدم المباني المحيطة بالمكان وتهالكها بعد ان غابت مظاهر الاعمار والاصلاح والصيانة والعمران عن المدينة منذ 12 عاما. -
في الجمعة الثانية من التظاهرات، هاجمت مجاميع غامضة بعض المتظاهرين الليبراليين واليساريين في بغداد، فجرح بعض المتظاهرين، كما أطلقت شرطة البصرة النار على بعض المتظاهرين فقتلت احدهم وأصابت آخرين. لكن المشهد العام بقي هادئا والتظاهرات بقيت ملتزمة بصفتها السلمية. (عدسة: علي الغرباوي/ فاضل جواد/ مازن لطيف/ م . س. إعداد وكتابة ملهم الملائكة) .
https://qantara.de./ar/node/7336
نسخ الرابط
كل الصور