عناء جرحى الدفاع عن مكتسبات أفغانستان أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في عام 2016 وحده أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم عانوا من إعاقات جسدية ولم تتم العناية بهم كما يجب، بل ومنهم مَن باع ما يملكه من أجل إجراء عملية في الخارج ومنهم مَن افتقر إلى كل شيء. نجحت العملية، وماذا بعد؟ فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن: أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من عام 2017 فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح. بيع الممتلكات للعلاج في الخارج: الجندي "صفة الله"، الذي أقام أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. الضحايا احتاجوا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج. التدريب لقلّة مُختارة: هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز 2017 يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم. الأمل بعد التفكير في الانتحار: أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. حصل على عمل في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لم تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي. وحيدون في مواصلة العيش: القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم لم يكادوا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لم يعرفوا القراءة والكتابة ولم تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة. ظروف تفوق طاقة أفغانستان: بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. مستشفيات الجيش الأفغاني لم تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان لم يكن لديها القدرة ولا الإمكانيات. إعداد: هانز شبروس/ م.ع.ح / دويتشه فيله 2017