فيضانات سدين في درنة وسيول شرق ليبيا الجارفة - دمار ويأس وكارثة إنسانية بعد الفيضانات المُدمرة في ليبيا تحدثت منظمات إغاثة عن "وضع إنساني كارثي"، وعن تزايد خطر تفشي الكوليرا. وتُعد مدينة درنة الساحلية هي الأكثر تضررا. بحث بلا توقف: البعض استمروا في البحث أهلهم منذ أن اجتاحت سيول قوية أحياء بأكملها في مدينة درنة الليبية الشهر ورغم أنه لم يُتوقع أن يوجد أحد على قيد الحياة فإنه لكنهم أرادوا دفن أقاربهم ليكون لديهم قبر يرثونهم عنده. تنافس على إعادة الإعمار: في الوقت الذي تواصلت فيه كل يوم عمليات انتشال الجثث، أو على الأقل ما تبقى منها من تحت الأنقاض أو من البحر في مدينة درنة (شرق) التي دمرتها السيول، تنافست الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا المهددة بالانقسامات والفساد، على نيل حصتها من إعادة الإعمار، مما عزز مخاوف على المستويين الوطني والدولي. تحذير من الانقسام: أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في سبتمبر / أيلول 2023 عن قلقها إزاء مبادرات أحادية ومتنافسة من مختلف الجهات الفاعلة والمؤسسات الليبية بشأن إعادة إعمار المناطق المتضررة من الفيضانات في البلاد، مشددةً على أهمية وجود آلية وطنية موحدة. وحذرت البعثة من أن مثل هذه الجهود أحادية الجانب من شأنها تعميق الانقسامات القائمة وعرقلة جهود إعادة الإعمار في البلاد، وتتعارض مع تضامن الشعب الليبي ووحدته الوطنية استجابة للكارثة. دمار ويأس: بشكل مستمر تم تعديل عدد ضحايا الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية. وأورد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حصيلة الفيضانات ارتفعت إلى 11.300 قتيل و 10.000 مفقود أي خُمس سكان المدينة. وشعرت عائشة البالغة من العمر 51 عاما بالحزن لأنها فقدت خمسة من أفراد أسرتها. موجة نزوح: بعد الفيضانات المدمرة، غادر الكثير من سكان درنة المدينة. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة فقد نزح ما لا يقل عن 40 ألف شخص في شمال شرق ليبيا بسبب الكارثة. منظر من الجو للكارثة: تسببت العاصفة الشديدة "دانيال" في فيضانات عنيفة في شرق ليبيا. تضررت مدينة درنة الساحلية بشكل خاص بسبب انهيار السدين قُرب المدينة. ويُقال إنه لم يتم صيانتهما منذ سنوات. وكانت قوة تدفق المياه الجارفة مشابهة لتلك التي تحدث في تسونامي. المساعدة بحذر: استمرت عمليات البحث عن المفقودين بلا كلل وتحتم على رجال الإنقاذ مثل هذا الرجل (الصورة) التنقل بحذر في وسط الأنقاض. واحتاج الناجون بشكل أساسي إلى المأوى والطعام والرعاية الطبية الأساسية، وفقًا لتصريح مارتن غريفيث المنسق الأممي للشؤون الإنسانية. نقص مياه الشرب النظيفة والمخاطر المترتبة على الكوليرا من المشكلات الخطيرة بشكل خاص. مياه خطيرة: غواصون من فريق الحماية المدنية الجزائرية يقومون بتمشيط مبنى غمرته المياه. ويؤكد وجود القمامة في المياه تحذير وزارة الصحة الليبية من أنه يجب على سكان درنة عدم الاقتراب بأي حال من الأحوال من الآبار، لأن المياه الجوفية ملوثة جزئيا بالجثث وجثث الحيوانات والمواد الكيميائية. جثث: رجال الإنقاذ وهم يحملون جثة شخص ميت بعيدا عن الشاطئ، فقد جرفت الفيضانات الشديدة أعدادا كبيرة من الناس إلى البحر الأبيض المتوسط. ولفظ الشاطئ الجثث وقذفها إلى شواطئ مدينة درنة، حيث اكتشفت فرق إنقاذ مالطية مئات الجثث. وهناك خطر آخر تمثل في الألغام الأرضية الموجودة في المنطقة المحيطة بالمدينة، والتي جرفتها الفيضانات. مقابر جماعية: يوميا تواصلت جهود انتشال عشرات الجثث من المياه أو من تحت الأنقاض والطين. ودُفِنَتْ هذه الجثث في مقابر جماعية. وساهمت مراسم الدفن العاجلة في منع انتشار الأوبئة، وتتوافق مع العادات الإسلامية. ويصعب تحديد هويات الضحايا وأعدادهم. مساعدات دولية: قام جيش الدفاع الألماني بنقل مساعدات من "الوكالة الاتحادية للإغاثة الفنية" إلى ليبيا قادمة من فونستورف بالقرب من مدينة هانوفر الألمانية. ووصلتْ قوات الطوارئ وإمدادات الإغاثة من عدة دول وبشكل يومي إلى مطار بنغازي، والذي يبعد حوالي 300 كيلومتر غرب مدينة درنة. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنه نظرا لكثرة المتطوعين من داخل ليبيا وخارجها، فإن هناك حاجة ملحة لتنسيق المساعدات. صلوات من جميع أنحاء العالم: هنا (الصورة) في جامع الأزهر وهو واحد من أهم وأشهر المساجد في مصر والعالم الإسلامي، يُصلي هذا الشخص في مصر من أجل ضحايا فيضانات ليبيا. وأيضا لضحايا الزلزال المُدمر، الذي ضرب المغرب قبل أيام. إعداد: بياته هينريش / ر.م - دويتشه فيله 2023