استفتاء على "النهج النجادي" أم رسالة للتغيير؟

لا تحظى الانتخابات البرلمانية الإيرانية باهتمام شعبي كبير في ضوء تغييب المعارضين وممارسات الأجهزة الأمنية ضد أصحاب التيار الإصلاحي، غير أن هذه الانتخابات تشهد مشاركة متزايدة من قبل النساء وفق ما رصده بيتر فيليب من طهران.

​​ يتوجه الإيرانيون هذا اليوم الجمعة 14 مارس/ آذار لانتخاب برلمان جديد يتنافس على مقاعده الـ 290 نحو 4500 مرشح. ومن طهران يقول خبير دويتشه فيله لشؤون الشرق الأوسط، بيتر فيليب، إن سكان طهران لا يبدون اهتماما كبيرا بالدعاية الانتخابية للمرشحين، كما لا يعبؤون كثيرا بقراءة الصحف بعد أن قامت السلطات بإغلاق الصحف الإصلاحية والنقدية منها. كما أن انحسار هذا الاهتمام الشعبي بالانتخابات البرلمانية قد يعزى أيضا إلى تغييب المعارضين. لكن اللافت للنظر أن هذه الانتخابات تشهد مشاركة متزايدة من قبل النساء الممثلات في البرلمان الحالي بشكل ضعيف.

وبحسب رسول منتجب نيا من حزب الثقة الوطني التابع للمعارض المعروف مهدي كروبي فإن السلطات الإيرانية تسعى عن قصد لجعل المعركة الانتخابية من دون جاذبية كبيرة عن طريق استخدام وسائل متعددة منها منع الاجتماعات الانتخابية العلنية واشتراط إقامتها في قاعات مغلقة. وقد منعت السلطات الإيرانية في هذا السياق مجموعة كبيرة من المرشحين الذين ينتمون إلى تيار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي. وبالمجموع منعت السلطات الإيرانية 2200 مرشح من أصل 6500، إلا أنها تراجعت لاحقا، وسمحت لبضع مئات إضافيين للترشح. لكن الذي حصل هو أن كثيرا من المرشحين الذين منعوا في البداية ثم سمح لهم لاحقا بالترشح لم يعد لديهم وقت كاف لإعادة تنظيم حملاتهم الانتخابية.

وكان علي إشراقي، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيراني آية الله الخميني من بين المرشحين الذين منعوا في البداية ثم سمح له الترشح فيما بعد، إلا أنه سحب ترشيحه اعتراضا على عرقلة حملته الانتخابية. ومن بين الشخصيات السياسية الإيرانية التي رفضت منذ البداية الترشح للانتخابات البرلمانية، الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كما لم يترشح كثير من المنتمين لتياره السياسي.

هل سيفقد البرلمان الإيراني أهميته؟

​​يرى كثير من المراقبين داخل إيران أن عدم ترشح الشخصيات السياسية البارزة سيسبب فقدان البرلمان الإيراني لأهميته في النظام السياسي الإيراني. ويرى مراسلنا في إيران أن هناك أسبابا عديدة لعدم ذهاب الإيرانيين للذهاب إلى صناديق الاقتراح والمشاركة في الانتخابات، إلا أنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الكثيرين سيذهبون إلى الاقتراع على الرغم من ذلك بهدف الحصول على ختم على بطاقتهم الشخصية تدل على مشاركتهم في الانتخابات. ويخشى كثيرون أن عدم وجود هذا الختم يمكن أن يسبب لهم مشكلات مع السلطات لاحقا.

مشاركة نسائية ملحوظة

من جهة أخرى فإن الانتخابات الحالية تشهد ظاهرة تزايد المشاركة النسائية فيها بشكل ملحوظ. وتشكل النساء ثمانية بالمائة فقط من أعضاء البرلمان الإيراني الحالي، إلا أن هناك نية واضحة لدى النساء الإيرانيات لتغيير هذا الوضع، فقد ترشحت في طهران على سبيل المثال قائمة للنساء فقط، ولا يقتصر ترشح النساء على التيارات الإصلاحية، فحتى التيارات المحافظة أصبحت تمثل من قبل النساء.

وبشكل عام فإن النساء الإيرانيات أصبحن يشكلن أغلبية خريجي الجامعات الإيرانية، وهو الأمر الذي استدعى تشكيل ما يسمى بـ "الكوتا الرجالية" بحيث يكون للرجال نسبة محددة من المقاعد الدراسية في الجامعة.

بيتر فيليب
ترجمة: بشار حميض
دويتشه فيله 2008

قنطرة
انتخابات مجلس الخبراء في إيران:
ائتلاف القوى المعتدلة ضدّ المحافظين المتشدِّدين
تمكّن الرئيس الإيراني السابق رفسنجاني من الفوز برئاسة مجلس الخبراء، الذي من الممكن أن يؤدي هذا الفوز إلى الحد من نفوذ القوى الإسلاموية المتطرِّفة على النظام السياسي في البلاد. تحليل بقلم فرج سركوهي.

إجراءات صارمة ضد المثقفين في ايران:
ايران تتجه الى المزيد من الدكتاتورية
تسعى الحكومة الإيرانية إلى القضاء على الحركة الثقافية المستقلة نسبيا، في نفس الوقت الذي تظاهر فيه ألوف الطلبة احتجاجا على القمع. تقرير من باهمان نيروماند.

جدال حول الدين والديمقراطية في إيران:
الأصوليون يكتسحون المصلحين الإسلاميين
يلقي الجدال الديني-النظري الدائر ما بين المفكّر الإيراني عبد الكريم سروش والدكتور سيد حسين نصر الضوء على انقسام جناحي المحافظين والمصلحين الإسلاميين الذين يواجهون بعضهم الآخر في هذه الأيّام بشدة غير مسبوقة. تقرير فرج سركوهي.