''الفيلم استفزازي وثمة أزمة ثقة عميقة تجاه الغرب ''

مع تصاعد الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام ولرسوله محمد، يعتبر الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط هينر فورتيغ في حوار مع آنه ألميلينغ ذلك مؤشراً على شكوك عميقة تجاه الغرب.

الكاتب، الكاتبة : Anne Allmeling



ما الذي يقف وراء موجة الاحتجاجات المتصاعدة في عدد من الدول العربية؟


هينر فورتيغ: الأمر يتعلق باحتجاجات عفوية وحالات من الغضب الشعبي رأيناها في اليمن ومصر. أما فيما يتعلق بليبيا، فإن ما حصل في القنصلية الأمريكية ببنغازي يعتقد أنه هجوم تم التخطيط له مسبقاً. ويدل على ذلك أن المهاجمين كانوا يحملون أسلحة ثقيلة، كقاذفات ضد الدروع.


ما الذي يريد هؤلاء الوصول إليه من خلال العنف ضد الولايات المتحدة؟


فورتيغ: هذا العنصر السلفي الذي يستخدم العنف لم يظهر اليوم أو قبل عدة أشهر، بل هو موجود منذ انتشار الربيع العربي وبدأ الآن أن يكون له وزن بشكل سياسي، مدعوماً بشكل جزئي من النجاحات التي حققها الإسلاميون في الانتخابات. يجب علينا أيضاً أن ندرك أن التغيرات التي جاء بها الربيع العربي لم تكن كلها إيجابية. وفي نهاية الأمر فإن هؤلاء الأشخاص يتصرفون من واقع انعدام ثقة كبير تجاه الغرب، نمت على مدى السنوات والعقود الماضية وتسبب الاستعمار في جزء منها. لكن هذا لا يعني أن الشعب بأكمله يتبع هذه الطريقة، بل أجزاء صغيرة منه. لكن هذه الأجزاء الصغيرة تميل إلى العنف الشديد.

لماذا اتخذت المظاهرات هذا المنحى الديناميكي؟

ا ف ب
"هذا النوع من التفجر العفوي للمشاعر لا يمكن التنبؤ به"

​​
فورتيغ: لقد شهدنا في الربيع العربي ظاهرة تأثير دول على دولة أخرى، وهذه نتيجة الثورة الإلكترونية، التي تصل إلى كل مكان في العالم. اليوم لم يعد بالإمكان الحد من تفاقم الأمور، لأن الناس تعرف ما يحصل في الأماكن الأخرى. والمثال من البلد المجاور يعدي.


كيف يمكن للغرب مواجهة هذه الاحتجاجات بطريقة مناسبة؟


فورتيغ: هذا النوع من التفجر العفوي للمشاعر لا يمكن التنبؤ به. ولا يمكن لأي أحد استبعاد مثل هذه التطورات، وأعتقد أنه يجب أن نفرق بين السبب والتأثير.


وما هو السبب برأيك؟


فورتيغ: السبب كان استفزازاً واضحاً. ومن خلال السرعة التي توفرها الإنترنت ووسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى، لا يمكن الحد من من العواقب فعلاً، ولهذا يمكن أن نتوقع سقوط قتلى وإحداث أضرار في أماكن أخرى حول العالم. لكني لا أرى أن هناك يدا خفية تقف وراء ما حصل.



أجرت الحوار: آنه ألميلينغ
ترجمة: ياسر أبو معيلق
مراجعة: هبة الله إسماعيل
حققو النشر: دويتشه فيله 2012

يعمل البروفسور هينر فورتيغ مديراً لمركز "غيغا" لأبحاث الشرق الأوسط في مدينة هامبورغ الألمانية.