"درابزين"...منفذ أردني للتعبير عن ضغوط الحياة في المدينة
من أين أتت فكرة المشروع وبماذا يوحي اسم المشروع: "درابزين"؟
درابزين: الفكرة عفوية ونشأت عام 2011 من دون دراسة ولا تخطيط، إنها وليدة الضغوطات النفسية التي كنا نمر بها خلال عملنا. كنا كل يوم نقف بالقرب من درابزين بالقرب من باب الشركة لنتحدث عن همومنا والضغوطات التي تواجهنا، وإذ بحسان يحول هذا الحوار إلى رسم كوميك ويرسم شخصياتنا ويكتب نقاشاتنا، حتى أن اللغة المكتوبة كانت عامية. ورددت عليه برسمة أخرى وتطور الموضوع. بعدها لم يقتصر الحوار المكتوب في الرسمات على الحوار العادي بل تطور الى حوار فكري أدبي، كان الموضوع في البداية على حساباتنا الشخصية (فيس بوك) ثم قرر صديق لنا إنشاء صفحة تضم رسوماتنا. وتفاجأنا بالنجاح الذي حققته هذه الصفحة. ثم تتطور العمل ليصبح يعالج قضايا أكثر أي ليس مجرد قضايانا الشخصية، إلى أن أصبح سلك منحى يركز على علاقة الإنسان بالمدينة.
هل يخاطب هذا المشروع فئة معينة من المجتمع وما الرسالة التي تتوقون إلى إيصالها لهم؟
درابزين: نحن نخاطب الناس المشابهين لنا، الناس المهمشين ذوي الصوت غير المسموع في المناطق المهمشة، وبشكل عام نخاطب كل شخص مهتم بالفن الذي نقوم بتقديمه، نحن نقدم مشاعرنا الحقيقية للناس وأهلا وسهلا بالجميع. رسالتنا هي توصيل رؤيتنا لمدينة عمان وتصوير نمط العيش في المدينة و طبيعة المجتمع.
كيف ممكن لمشروعكم أن يلعب دورا مؤثرا في المجتمع؟
درابزين: الفنون لا تغير بالمجتمع بسهولة بل هي شيء تراكمي وتاريخي ومن المؤكد أن فننا ممكن أن يغير بالمجتمع ويدفعه باتجاه معين لكن الموضوع يحتاج وقت.
ليس للسياسة من أعمالكم نصيب، ما السبب؟ و هل هنالك نية بإقحامها؟
درابزين: لا يوجد قرار يتعلق بنيتنا بإقحام السياسة في مواضيعنا أم لا لكن السياسة شيء غير مفهوم بالنسبة لنا، فأي شيء سنتفوم به يتعلق بالسياسة سيكون من منظور شخصي و يخص فئه معينة ونحن لا نقف بصف أي فئة (ما عندي موقف) لا شيء يشبهنا ولا نستطيع تصديق أحد، لذلك لسنا مع أحد. الفنان عادة يكون لا يستطيع ان يكون ضمن أي إطار و من الصعب و ضعه في أي قالب لأنه بطبيعة الحال متقلب، و يحاول بفنه فك هذه القيود التي تقيده، لا يوجد لديه أجوبه فتجده في صراع مستمر طوال الوقت. نركز على همومنا وهموم المجتمع، نركز على المشاعر و نتخذ من عمان إطارا. نصف المشاعر الإنسانية التي لا تفرقها حدود.
كما كنتم قد ذكرتم، قد لقي مشروعكم ردة فعل جيدة جدا من قبل الجمهور، برأيكم ما سبب التفاعل الناجح مع نتاجكم الفني؟
درابزين: النجاح سببه أننا نلعب في منطقة لاعبوها قلائل، نحن نركز على داخلية الإنسان أي على السايكولوجية الداخلية للإنسان ضمن فكرة مباشرة. نحن نربط الأدب بفننا لأن لدينا هذه الوسيلتين للتعبير ووجدنا لهم طريقة لنعبر بكلتيهما عما يجول في خواطرنا من أفكار. ندرة من الناس تكتب نصوصا أدبية على لوحات بطريقتنا.
في العالم الغربي، وأقول في العالم الغربي لأن هذا الفن مشهور في الغرب، هناك فن كوميكس تجاري هدفه الربح وآخر يُصنَّف مع الأدب ( الجرفيك نوفلز) وفيه عادة ما يكون الكاتب هو نفسه الرسام، نحن نصنع مثل هذه الخلطة ربما بشكل مصغر، نحن نكتب و نحن نرسم وربما هذا يساهم في نجاحنا أيضا.
ما المسار الذي تسوقون به خطواتكم حاليا؟
درابزين: لدينا انطلاقة جديدة، مقولبة بشكل جديد، فاذا بقينا ننسج أعمالنا على نفس الموال لن ننجح لذلك نحن الآن في صدد قولبة الأفكار وطرح أعمال جديدة. ربما استخدام شخصياتنا في البداية أعطى الموضوع مصداقية ونجاحا أكثر. فنحن في صدد نشر مجلة و فيلم كآلية جديدة لطرح المواضيع بطريقة توصيل الرسالة بشكل سريع.
ربما أنجازنا بطيء، فالفنان الذي ينتج بغزارة إما أن يكون لديه قدرة خارقه أو أنه يكون لديه مرجعيات يستند عليها وهذا شيء غير أخلاقي. لذلك فنحن ننتظر حتى تختمر الأفكار في عقولنا وإن طال الوقت.
كنتم قد شاركتم بعدة معارض عالمية، لماذا مشاركاتكم تقتصر على أوروبا؟
درابزين: لم تقتصر مشاركاتنا على أوروبا لكن أيضا لم يكن لنا فرصة المشاركة في أي معرض في عمان، فقد شاركنا في معارض عدة حول العالم منها ما كان في بلاد عربية ومنها ما كان في ألمانيا بمدينة إيرلانغن عام 2012 وكان موضوع المعرض حول الكوميكس والأنيميشن في العالم العربي. وأيضا شاركنا بمهرجان الكوميكس الدولي المقام في سويسرا عام 2013. ومن المعارض التي شاركنا فيها أيضا في العام نفسه كان معرضFestival International de la Bande Dessinée d'Alger في الجزائر.
في عمان الناشر عبارة عن عائق لأنه لا يهمه نشر شيء جديد خوفا من عدم الربح فتراه يهتم بنشر كتب الطبخ أو الروايات المشهورة التي يضمن بيعها.
هناك أعداد ضخمة من المجتمع الأردني تهتم بهذا الفن، وأي شيء جديد ينجح والناس تحب تجربة ما هو جديد. لو كان لدينا الدعم الكافي لكان لمشروعنا لكنا تقدمنا بشكل أسرع ولكان حالنا أفضل مما عليه الآن.
أجرت الحوار: حنين أبو الروس
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2014