أساليب دقيقة لتجنيد الإرهابيين العالميين
لم يمض وقت طويل جدًا على إصدار دائرة أمن الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض التوصيات المختلف عليها بشأن تحديد جديد للمصطلحات الخاصة بالإسلام السياسي. غير أنَّ النقاد انتقدوا التوصية بتجنّب استخدام مصطلحات مثل "جهاديون" أو "الحرب المقدسة" معتبرين ذلك أمرًا غريبًا عن الواقع.
أما السبب، الذي كان يكمن خلف تحديد المصطلحات الجديد هذا، فيعود قبل كلِّ شيء إلى الخوف من نشر التطرّف وترسّخه لدى المسلمين الأمريكيين الذين لا يرغب المرء على ما يبدو في إغضابهم حاليًا أكثر من ذلك من خلال اتِّهامات شمولية تتعلَّق بالإرهاب. والآن عبَّرت الإدارة الأمريكية للمرَّة الأولى عن الخوف من مثل هذا التطوّر.
ويثبت ذلك في التقرير الذي صدر عن اللجنة الخاصة بالأمن القومي والمنبثقة عن مجلس الشيوخ الأمريكي، بعنوان "تطرّف إسلاموي عنيف - الإنترنت والتهديد الإرهابي المحلي".
الإنترنت أداة مركزية لتجنيد الإرهابيين
ويعالج هذا التقرير قبل كلِّ شيء موضوع أساليب تجنيد الإرهابيين العالميين التي تزداد دقة والمتَّبعة لدى تنظيم القاعدة، والتي أصبحت على ما يبدو تأتي بثمار أيضًا لدى مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية. وبالمناسبة يخطئ مَنْ يتصوَّر أنَّ وراء هذا التقرير السياسة الأمنية التقليدية الخاصة بإدارة جورج دبليو بوش الجمهورية. إذ يعتبر الرئيس الحالي للجنة الأمن القومي أوَّل ديمقراطي يشغل هذا المنصب - وزد على ذلك أنَّه أمريكي من أصل أفريقي.
ولا يكاد يكون من باب الصدفة أن يبدأ التقرير بالإشارة إلى القضية المثيرة الخاصة بالسجين المسلم الأمريكي الأسود، كيفين ليمر جيمس، الذي أسَّس قبل بضعة أعوام في سجن في مقاطعة كاليفورنيا وبالاشتراك مع سجناء أمريكيين آخرين ذوي أصول أفريقية خلية جهادية وخطَّط للقيام بهجمات على موظّفين في الحكومة وعلى منشآت يهودية أمريكية.
أربع مراحل حتى الفكر الجهادي
أما كون أعضاء هذه المؤامرة يتَّخذون من أسامة بن لادن قدوة لهم، فهذا ما يتم ذكره في تقرير لجنة مجلس الشيوخ باعتباره خير دليل على نجاح طرق التجنيد الجديدة التي يتَّبعها تنظيم القاعدة. وكذلك يرد في التقرير أنَّ شبكة الإنترنت قد تحوَّلت في ذلك إلى أداة مركزية، من الممكن الآن أن تُغني حتى عن معسكرات التدريب التي كانت موجودة سابقًا في أفغانستان وتجعلها غير ضرورية.
ويحاول معدو هذا التقرير تصوّر الطريقة التي يفكِّر بها الإرهابيون العالميون وقد طوّروا الآن نموذجًا من أربع مراحل، من المفترض أن يتم من خلاله إيضاح الطرق التي يتَّبعها تنظيم أسامة بن لادن في تلقين المسلمين المرحلي.
وطبقًا لهذا النموذج تأتي بعد ما يعرف باسم "مرحلة ما قبل التطرّف" مرحلة متدرِّجة يعرِّف فيها الفرد هويته الذاتية بالإسلام السياسي المتطرِّف. وفي حال تم هذا وربَّما حتى في عزلة على المستوى الفردي، فعندئذ عادة ما يتم في المرحلة التالية، أي مرحلة التلقين المباشر، تبادل الآراء والأفكار مع الجهاديين.
ويرى معدو هذا التقرير أنَّ ذروة نشر التطرّف وترسّخه تكمن في التحوّل إلى النشاط الإرهابي الذي يرافقه الاستعداد للموت شهيدًا - وهنا يدور الحديث عن "نشر الجهاد"؛ أي عن مفهوم كانت تريد دائرة الأمن القومي قبل بضعة أشهر إقصائه من الخطاب الرسمي.
إنَّ بعض ما يوصف في هذا التقرير أثناء تعداد طرق التلقين التي يتَّبعها تنظيم القاعدة في هذا المجال بأنَّه جديد، يعتبر في الواقع منذ عدة أعوام عملاً شائعًا. يندرج ضمن ذلك على سبيل المثال تجنيد الناشئين بواسطة أغاني الراب الإسلاموية المتطرِّفة.
ولكن الأمر الجديد هو أنَّ الإرهابيين صاروا يحسنون التسلل إلى منتديات الدردشة الإسلامية واستخدامها كمواقع للتجنيد، الأمر الذي يشكِّل بديلاً عن المساجد التي صارت تفرض عليها السلطات المزيد من الرقابة الشديدة. وبهذا تزداد صعوبة الرقابة من خلال الارتفاع السريع في أعداد المواقع المعلوماتية الخاصة بالجهاديين والتي تظهر دائمًا فورما يتم إيقافها تحت عنوانين جديدة.
الإنكليزية لغة للتعبير عن الذات
هناك اتِّجاه جديد جدًا يسبِّب صداعاً للسلطات الأمريكية، ويكمن في زيادة استخدام اللغة الإنكليزية للتعبير عن الذات وفي الدعاية التعبوية التي يقوم بها تنظيم القاعدة.
إذ صار من الممكن العثور منذ فترة قصيرة في الشبكة المعلوماتية على رسائل مصورة لأسامة بن لادن، تمت ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. أما الأمر الذي يدعو أكثر إلى القلق فيكمن في أنَّ رفيقه أيمن الظواهري وجَّه قبل فترة قريبة نداءً إلى كلِّ الذين يسميهم مظلومين وكذلك أيضًا لغير المسلمين، يدعوهم فيه إلى الالتحاق بتنظيم القاعدة في حربه ضدّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وعلى هذا النحو يتبنّى الآن وبكلِّ وضوح هذا التنظيم الإرهابي ذلك الفكر اليساري المناوئ لأمريكا والذي استخدمه دائمًا تحت شعار إسلامي.
يوسف كرواتورو
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2008
قنطرة
مسرحية غنائية في مهرجان ايدنبورغ تثير السخط :
لا ينبغي الإستخفاف بالإرهابيين!
عرضت المسرحية الغنائية "جهاد" للمرة الأولى في مهرجان ايدنبورغ. إنها مسرحية تسخر من الإرهاب الإسلامي، مما جعلها تواجه الكثير من الانتقادات. تقرير من إعداد رالف سوتشيك.
تضامن أعمى
دعم الإرهابيين باسم العداء للامبريالية
تنظم بعض القوى اليسارية الألمانية والنمساوية الصغيرة حملة لجمع التبرعات لصالح ما يسمى "بالمقاومة العراقية". ما هي هذه القوى ومع من تتعاون في العراق؟ تقرير ماجد الخطيب.
شبكات إسلامية متطرفة في الإنترنت:
تحالف ألكتروني غير مقدس!
تلجأ بعض المواقع في الانترنت الى بث رسائل متطرفة بدعوى دعم الكفاح من أجل تحرير العراق ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. تقرير من ارمغارد بين وأيمن مزيك عن التطرف الالكتروني و الحرب ضد مخاطر العالم الافتراضي.