هل ستطيح حركة ''تمرد'' بحكم الإخوان في مصر؟
الثلاثون من يونيو/ حزيران 2013 هو نهاية العام الأول لولاية الرئيس المصري محمد مرسي. عام تخللته أحداث كثيرة تصاعدت بتسارع بين فريق المعارضين بمختلف أطيافه وقياداته باختلاف المراحل وبين فريق المؤيدين الذي يضم أحزاب التيار الإسلامي وجماعاته والمتحالفين معه.
يقول المعارضون إن يوم الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013 سيؤشر على بداية الموجة الثورية الجديدة تحت راية حركة "تمرد" والتي جمعت تواقيع ما يزيد عن 15 مليون مواطن – طبقا لرواية المعارضين - لسحب الثقة عن الرئيس مرسي في ضوء تفاقم مشكلات كثيرة ليس أقلها غياب الأمن وانقطاع الكهرباء وأزمات الوقود و مشكلات سياسية واجتماعية أخرى.
ويسعى المعترضون للإطاحة بالرئيس مرسي وجماعته، وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة تصحح المسار الذي حاد عنه الإخوان كما يعلنون.
من جانبه يرى التيار الإسلامي أن ما سيجري في اليوم ذاته هو محاولة من "بلطجية النظام السابق والمأجورين" لإسقاط الرئيس الشرعي من على كرسي الحكم وهو ما لن يسمحوا به بأي شكل من الأشكال بحسب تصريحاتهم. وهنا يتم استعراض استعدادات كافة الأطراف لليوم الحاسم .
"من أتى بانتخابات لا يرحل إلا بانتخابات"
"يوم الثلاثين ما سنفعله هو أننا سنأمن مقراتنا"، يقول عادل عليوة، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين. ونفى عليوة أن تشترك الجماعة في أية صدامات أو أعمال عنف تحدث خلال اليوم. "إذا حدث عنف لن نتدخل فيه بأي حال من الأحوال لكن هناك جماعات إسلامية أخرى ستقابل العنف بالعنف". هذا وقد استبعد عليوة خروج أعداد كبيرة في التظاهرات المناوئة للرئيس مرسي مقدرا أن العدد لن يزيد عن نصف مليون.
وشبه عليوة التظاهرات التي تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة بأنها "شغل عصابات" قائلاً: "من أتى بانتخابات لا يرحل إلا بانتخابات وما يريدونه من أن تكون تلك التظاهرات ثورة ثانية ما هو إلا حلم". ودعا عليوة فريق المعارضة لإثبات شعبيته التي يتحدث عنها في الانتخابات البرلمانية القادمة. ويقول عليوة في هذا السياق: "فليفوزوا بالأغلبية ويشكلوا الحكومة بل ويعزلوا مرسي إذا أرادوا حينها لكن بشكل شرعي".
وعلى عكس عليوة، توقع أحمد حسني، منسق حملة تجرد التابعة للجماعة الإسلامية نزول أعداد كبيرة نسبياً – على حد تعبيره- في التظاهرات المعارضة للرئيس يوم الثلاثين من يونيو ولم ينكر أن الدافع لدى بعض المشاركين في تلك التظاهرات المنتظرة سيكون التعبير عن الرأي " لكن من هم خلف هذه التظاهرات هم بلطجية الحزب الوطني والدولة العميقة ".
أما عن إمكانية اشتباكهم مع المتظاهرين في ذلك اليوم يقول حسني: " نحن في الشارع من يوم 28 لضمان سلمية التظاهرات أما ردع الخروج عن القانون فهو مسؤولية الدولة وأجهزتها الأمنية".
تمرد: الثلاثون من يونيو بداية موجة ثورية تطيح بحكم الإخوان
على الجانب الآخر وصف حسن شاهين، المتحدث باسم حركة تمرد اليوم المرتقب بالقول إنه سيكون استكمالاً لثورة الخامس والعشرين من يناير وبداية موجة ثورية جديدة تطيح بحكم الإخوان –حسب تعبيره.
وتوقع شاهين نزول ملايين المصريين في التظاهرات المنتظرة "لأن الغضب يتصاعد"، نافيا أن تكون تهديدات بعض قيادات التيار الإسلامي للمتظاهرين بالقضاء عليهم رادعا لهم.
واستعرض شاهين خط سير التظاهرات قائلاً: "خطة التحركات مبدئياً ترتكز على مستوى المحافظات، كلِ في محافظته أما في القاهرة فالتحرك سيكون باتجاه التحرير وقصر الاتحادية في مسيرات ستخرج من مناطق مختلفة". واستطرد المتحدث باسم تمرد: "هناك أيضاً تمركز رئيسي في سبع محافظات هي بورسعيد وكفر الشيخ والغربية والمنوفية وأسيوط والإسكندرية والدقهلية".
وعن شكل مشاركة الأحزاب المعارضة في التظاهرات شدد عضو المكتب التنفيذي لأمانة الحوامدية بحزب الدستور مهاب أحمد على أن الكل سينضوي تحت راية تمرد في تظاهرات الثلاثين من يونيو "بما في ذلك جبهة الإنقاذ وحزب الدستور"، أما عن الاستعدادات ليوم الثلاثين يقول أحمد: "هناك مسيرات نقوم بها كلِ في منطقته لحشد الناس استعداداً لهذا اليوم".
تحالف الرئيس مع الجماعات الجهادية "غلطة كبيرة"
وبعيداً عن معسكري المعارضة والموالاة، استبعد المحلل السياسي ونائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام جميل عفيفي أن يمر ذلك اليوم مرور الكرام متوقعا أن تشكل التظاهرات موجة ثانية من الثورة. وفسر وجة نظره بالقول: "كان من الممكن أن يمر بسلام إذا تعاملت الدولة مع دعوات التظاهر باحترام لكن تعنت رئيس الجمهورية وتحالفه مع الجماعات الإرهابية بالإضافة إلى حركة المحافظين الأخيرة أفسدت الموقف وأدت إلى حالة استنفار لدى الشعب المصري".
وأوضح عفيفي أن تحالف الرئيس مع الجماعة الإسلامية التي لها تاريخ في عمليات العنف والإرهاب قسّم الشعب المصري. وتابع عفيفي تحليله قائلاً: "جماعة الإخوان تستخدم الجماعات الجهادية بعد تأكدهم من وقوف بعض مؤسسات الدولة ضدهم". فيما وصف المحلل السياسي تلك الخطوة بـ"الغلطة الكبيرة" للرئيس.
وتوقع عفيفي حدوث اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه بنسبة لا تقل عن 80 في المئة كما توقع تدخل المؤسسة العسكرية في حالة حدوث ذلك، قائلا في هذا السياق: "في حالة حدوث اقتتال داخلي أعتقد أن المؤسسة العسكرية ستنزل حتى ولو لم يأمرها رئيس الجمهورية".
أحمد حمدي- القاهرة
تحرير: ملهم الملائكة
حقوق النشر: دويتشه فيله 2013