ما نتعلمه من أستاذة العلوم الإسلامية أنغليكا نويفرت
قبل فترة وجيزة أعلنت جماعة من المسلمين المتزمتين أنها ستهدي كلّ مواطن ألماني نسخة من القرآن مترجمة بأسلوب مفهوم للعامة. ولكي يدعوا الناس لقراءة القرآن، فإن هؤلاء المتزمتين كانوا يقفون في المناطق التجارية أو يدقون أبواب المنازل والبيوت. وقد نظموا في الوقت نفسه حملة لتوزيع ملصقات تحت شعار "اقرأ!".
وكلمة اقرأ في الكتاب الذي يوزع في الشوارع التجارية بترجمة مفهومة هي مطلع سورة العلق وأوّل مفردة على الإطلاق أنزلها الله على رسوله وذلك وفقاً لرأي المتزمتين: „اقرأ باسم ربّكَ الذي خلق. خلقَ الإنسانَ من علق“.
أحدث هذا الإعلان ضجّة واسعة، بل أثار قلق الرأي العام الألماني برمته. ونجح المتزمتون في تصدر نشرات الأخبار وعناوين كبريات الصحف الألمانية ونقاشات محطات التلفزيون الرسمية وندواتها. وأبدى وزير الداخلية الألمانية قلقه أيضاً. كما صرحت الأجهزة الأمنية بأنها ستخضع المتزمتين إلى الرقابة الصارمة. لكن هؤلاء ينفون أي تهمة تتعلق بتطرفهم ويتحججون بأن الكتاب المقدس المترجم بلغة مفهومة يوزع كذلك مجاناً، وأن مهمتهم لا علاقة لها بالتبشير ـ بل إنّ هذا المصطلح غير موجود في الإسلام ـ إنما هناك مصطلح الدعوة. فما المانع إذاً من قراءة القرآن طالما يقرأ الناس الكتاب المقدس؟
نعم، ما الذي يمنع ذلك؟
مثل الكثير من النقاشات الحامية الوطيس والتي تتحول إلى حالات من الهستيريا بفعل عملية تكوين الرأي فقد انتهى سريعاً النقاش حول إهداء نسخ القرآن. فالمسلمون المتزمتون لم يمتلكوا ما يكفي من المال لطباعة ثمانين أو خمسين أو حتى مليون نسخة من القرآن، ولم يكن هناك متطوعون على صعيد ألمانيا مستعدون للدعوة إلى قراءة القرآن. واتضح في نهاية المطاف بأنّ القرآن لم يوزّع إلا في مناطق المشاة التجارية التي انتصبت فيها كاميرات التصوير التلفزيوني. ومع ذلك يبقى السؤال الموجه للرأي العام قائماً حول ما الذي يحول دون قراءة القرآن في الوقت الذي يقرأ فيه الكتاب المقدس؟
فقد قدمت الجرائد والندوات التلفزيونية كما قدم وزير الداخلية والأجهزة الأمنية إجابات عن هذا السؤال، بيد أن الإجابات التي قدمها علم الفقه كانت أشد إثارة وإقناعاً وأهمية من ناحية سياسية، ولا سيما فقه اللغة الذي عرضته أنغيليكا نويفيرت باعتباره مثالاً. وإذا ما أرجعنا أبحاثها إلى قاسم مشترك ومقولة واحدة وهدف أساسي فيمكن القول إنّ القرآن نفسه يرفض أن يقرأ كما يقرأ الكتاب المقدّس.
فالأمر يبدأ هنا بتاريخ سورة العلق والتي لا يمكن أن تكون السورة الأولى في القرآن إذا ما قرأناها بدقّة، وينتهي بطبيعة المفردة نفسها والتي يبدو أن المسلمين المتزمتين لم يفقهوا معناها؛ فكلمة "اقرأ" في القرآن لا تعني "اقرأ"، بل "أتلو" أو لا "ردد". فالقرآن ينفي حرفياً تقديم صحيفة للنبي مشابهة للوح وصايا موسى. ويذكر دائماً التجويد الإنشادي المرتفع الوتيرة بصفته أسلوب الوحي أو حتى الكلام المغنى، „ورتل القرآنَ ترتيلاً“ مثلما نرى في موضع آخر، أو „أنشد القرآن غناءً“ مثلما ترجم الشاعر فريدريش روكرت هذه الآية بجمالية ودقّة أفضل من ترجمة جميع المتزمتين.
القرآن ليس الكتاب المقدّس
فالقرآن ليس الكتّاب المقدس. وبقدر ما يكون وقع هذه المقولة عادياً فإن تجاهل مضامينها يبدو أمراً صارخاً، ليس فقط من قبل الجمهور العام، بل من قبل علم الاستشراق الذي تشكّل عبر اللاهوت المسيحي وكتاب العهد القديم بصورة خاصة. ويعود الفضل في فرض هذه المعرفة على العلوم الغربية المتخصصة ومنذ فترة الثمانينات على الأقل إلى الأبحاث المبكرة التي قامت بها أنغيليكا نويفيرت والتي مفادها أنّ القرآن ليس موعظة عن الله ولا شعر أو خطاب كهنوتي على غرار الخطاب العبري القديم. ثمّ إنّ النبي لم يدوّن تبليغه على شكل كتاب يقرأ على انفراد ويدرس بهدوء، إنما القرآن، ووفقاً لمنهجه الخاص، تلاوة طقوسية لكلام الله المباشر؛ فهو نصّ يتلى. أمّا الورق المكتوب فهو أمر ثانويّ ولم يمثّل في نظر المسلمين وإلى حد القرن العشرين سوى وسيلة للتذكّر. والله يتكلم عندما يتلى القرآن، وكلامه لا يقرأ إذا ما توخينا الدقّة هنا، بل يُستمع إليه.
وتتحدث أنغيليكا نويفيرت في هذا السياق عن الطابع المقدس لتلاوة القرآن: فعلى الرغم من أنّ القرآن لم يستخدم هذا المصطلح، إلا أنّ هذه التلاوة من حيث الجوهر فعلٌ مقدس وذلك عندما ينطق الإنسان بكلام الله ويستوعبه في أذنيه ويحفظه عن ظهر قلب؛ ولا تذكّر التلاوة هنا بما هو إلهيّ فحسب، بل يجب أن يستقبل المتزمتون ما هو إلهيّ في أعماقهم كما هو الأمر مع "العشاء الأخير" ليسوع المسيح ويضمنونه إليهم، وذلك فإنّ على قارئ القرآن يجبّ أن ينظّف أسنانه قبل أن يبدأ بالترتيل.
لكننا نرى المتزمتين في محطات التلفزيون الألماني وهم يعلنون عن توزيع نسخ القرآن في مناطق المشاة وعلى المنازل والبيوت السكنية دون قيد أو شرط. ويستطيع المرء أن يقرأ كتاباً، أو دراسة واحدة عن القرآن للباحثة غير المسلمة أنغيليكا نويفيرت فيدرك كيف أباح المتزمتون لأنفسهم الخروج عن البنية اللغوية للنصّ وتاريخ تلقيه، ويستوعب كذلك حجم التجديف الذي ارتكبوه بفعل تحمسّهم هذا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القرآن يحفظ في أرفع مكان في البيوت الإسلامية ويكون مكسواً بالقماش الفاخر. وحتى مجرد قراءة القرآن أو الاستمتاع إليه أو لمسه من قبل المسلمين أو غير المسلمين يتطلب الطهارة الطقوسية والخشية وفقاً للتقليد الإسلامي الشامل، والورع والتبصّر. إذ أنّ المسلم يستعيد أثناء تلاوة القرآن أو الاستمتاع إليه اللحظة الأولية للوحي.
فهذا الصوت هو ليس صوتاً بشرياً، بل إنّه الله نفسه الذي يتحدث إليك. وقد تجنب قادة الجيوش الإسلامية حمل نسخ القرآن معهم في ساحات المعارك أثناء العهود القديمة، لئلا يقع كلام الله في أيدي المشركين. وأحياناً يحجم المسلمون عن تعليم اللغة العربية لغير المسلمين بحجة الحيلولة دون إنشاد القرآن شعراً. ولعلّ هذه أمثلة وشواهد غريبة، بل ومتطرفة ربّما، ولكنها تشير إلى مقدار الخشية التي يتعامل بها المسلمون مع القرآن. وبهذا المعنى فإنّ المتزمتين يريدون توزيع القرآن مثلما يوزّعون المناشير أو الإعلانات الورقية دون خوف من أنّ نسخ القرآن سيلقى بها في أقرب سلّة للقمامة كما يلقى بالمناشير والدعايات الورقية.
تعامل آثم مع القرآن
ويا لها من نسخة ألمانية صارمة، لكنها باهتة لا طعم لها، وسريعة الفهم، ومزيفة بهذا المعنى للقرآن، تلك التي يريد المتزمتون توزيعها! فمطلع سورة العلق الذي يقول „اقرأ باسم ربكَ الذي خلق. خلق الإنسان من علق“ والذي رفعه المتزمتون على ملصقاتهم، مدعين أنّ الله يطالب بهذه السورة رسوله بالقراءة، نعم إنّ مطلعها هو سجع مقفّى يشمل جميع سور القرآن بلا استثناء. وللقرآن لغة متسقة وذات إيقاع وجرس موسيقيين، ولا يمكن قراءته بسهولة مثلما يقرأ المرء قصّةً أو نصّاً قانونياً. وكلّ من يفتح القرآن بلا تمهيد فإنه سيشعر بالاضطراب أوّل الأمر، فيبدو له القرآن خالياً من الترابط، ويستاء المرء من التكرار الكثير والكلمات المبتورة أو الغامضة والإحالات التي تبقى معانيها ألغازاً ومن التغيير المفاجئ للمواضيع وعدم وضوح الضمائر والصور المتعددة المعاني.
ولا تقتصر صعوبة فهم مقاطع طويلة من القرآن على المتبضعين في شوارع المشاة وحدهم، بل إنّ هناك باحثين غربيين، تغلب عليهم دراسة الكتاب المقدس اليوم أيضاً، ينكرون صحّة نسبة القرآن، مشيرين إلى بنيته الفوضوية والتي توحي بالطابع العرضي. ويقولون إنّ القرآن في صيغته الحالية هو نتاج للعديد من المؤلفين في وقت متأخر، وقد جمعّوا نتاجاتهم على نحو تعسفيّ. وبالطبع أنّ المسلمين يرفضون هذا الكلام، لأنّ تدوين القرآن من قبل مجموعة من المؤلفين المجهولين وفي متأخر سيقوّض أسس الإسلام أصلاً. وننصح جميع المتزمتين بقراءة أبحاث أنغيليكا نويفيرت.
فهي قد اشتهرت باعتبارها أستاذةً للعلوم الإسلامية عبر عملها الضخم والموسوم بـ "دراسات حول تركيب السور المكيّة" Studien zur Komposition der mekkanischen Suren والتي أثبتت فيه وعبر قراءة متفحّصة ودقيقة الترابطَ البلاغي الشعري ومنظومةَ الصور والسلامةَ النصيّةَ الواسعةَ للقرآن. أيّ كلّ ذلك الذي يبدو للقارئ المجرّد، وبالأخص قارئ الترجمة المبسّطة، غامضاً ومضطرباً ومجهداً ومليئاً بالتكرار والانتقال المفاجئ والحذف النحويّ والإضافة والتغيير المباغت لضمير المتكلم والاستعارات التي تبدو سوريالية، كلّ ذلك يمثّل نوعية لغة القرآن من وجهة نظر المستمع العربي ــ أو السبب الذي جعل جيمس جويس مسحوراً بالقرآن. وهكذا يؤكّد النصّ العلمي المدقق نقدياً والموثّق تاريخياً والذي غالباً ما يقول عنّه المتزمتون بأنّه موجّه ضد الإسلام، يؤكّد بخطوطه العريضة الصورة المتوارثة عن التاريخ الحقيقي للإسلام. فالقسم الجوهري من القرآن هو عمل لزمن ولروح مبدعة وموهوبة لغوياً. لكن من هي هذه الروح؟
والإجابة التي تقدمها أنغليكيا نويفيرت عن هذا السؤال غير مريحة تماماً بالنسبة للمتزمتين، إذ أنّ الأبحاث التي كتبتها بعد صدور "دراسات حول تركيب السور المكيّة" تتناول الطابع الشفاهي للقرآن وتكتشف عناصر أدائية عديدة. وهذا يعني أنّ القرآن ليس نصّاً يجب أن يتلى فحسب ويشبه النوتة الموسيقية التي تتحقق أنغامها أثناء الأداء. بل إنّ النصّ نفسه، وكما هو ماثل أمامنا الآن، تبليغ في القسم الأعظم منه ومحضر ٌ لتلاوة علنية وعرضٌ دوّن بدقة شديدة فيما بعد. ولذا فإن القرآن ليس فقط أقوال ناطق، بل يتضمن اعتراضات الجمهور المؤمن وغير المؤمن وردود الأفعال على هذه الاعتراضات التي تؤدي دائماً إلى تغيير مفاجئ في المواضيع داخل النصّ.
الله يتكلم والإنسان يجيب
وبذلك ساهم أوائل من استمع للنبيّ، ومعهم الأمّة كلّها، في جزء جوهريّ من النصّ القرآني وتجلّت في القرآن عملية الانتقال من الثقافة الشفوية إلى الثقافة الخطيّة. وإذا ما قرأ القرآن بدقة مثلما فعلت أنغيليكا نويفيرت على سبيل المثال، فيتضح أنّ القرآن لم يكن إملاءً، بل حواراً مع وضد وسؤال وجواب ولغز وحلّه وإنذار ورهبة ووعد ورجاء وصوت الفرد والقرار الذي تردده الجوقة. ولابد من الاقتناع بأنّ الله هو الذي يتكلم في القرآن، لكنّ فقه اللغة يكون كافياً لمعرفة أن الإنسان هو الذي يردّ في القرآن.
وهذا الحوار، الذي هو القرآن نفسه، لم يحدث فقط بين مستمعيّ النبيّ في شبه الجزيرة العربية مباشرةً إبّان القرن السابع الميلادي. وتكشف أنغيليكا نويفيرت بدراساتها الأخيرة التي أفضت إلى مقدمة تفسيرها للقرآن والذي يقع في أربعة أجزاء، كشفت عن انتماء الوحي الإسلامي إلى حقبة العصور القديمة، أي في الزمان والمكان الثقافيين نفسهما اللذين نشأ فيهما علم اللاهوت اليهوديّ والمسيحيّ.
ولا يقتصر الأمر هنا على جرد وتبويب تأثير الفكر العربي على العلوم الغربية بالذات. ولا يعلم وزير الداخلية الحالي، )هانس بيتر فريدريش(، حتّى الآن بأنّ أحد الخطوط الرئيسية للتنوير الأوروبي يعود إلى الثقافة العربية، وبالأخص إلى الفلسفة اليهودية الإسلامية، وذلك ما يعرفه المرء في ألمانيا عبر العلوم اليهودية على أبعد تقدير. لكن أنغليكيا نويفيرت مهتمة بقضية أخرى، وقد بيّنت بشكل جليّ بأنّ القرآن نفسه، أي الوثيقة التأسيسية للإسلام، هي نصّ أوروبيّ، أو بالعكس، أنّ أوروبا نفسها تابعة للإسلام أيضاً ومنذ نشوئها. وبهذا المعنى فإن المواد المتفجرة التي يحملها هذا البحث لن يبطلها أيّ جهاز أمني في العالم، فهي ستنسف بيئتنا الفكرية من الجذور وبشكل حاسم تماماً.
وتظهر أنغليكيا نويفيرت حجم ما ستتمخض عنه هذه الرجّة الفكرية وغناها عبر عملها الأخير وهو الجزء الأوّل من تفسيرها للقرآن. وذلك عبر تتبعها للشواهد الإنجيلية والأفلاطونية وعلم اللاهوت الكنسي الأوّل والبنى اللغوية للقرآن قبل كلّ شيء باعتبارها نصّاً شعرياً، وتعاملها الجدّي معه باعتباره نوتة موسيقية دونت من أجل نصّ للإنشاد، فيتضح كيف أنّ القرآن تنسّم أنفاس الثقافة كلّها التي كانت قائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وكيف أنّ أنفاسه اخترقت ثقافتنا هذه من جديد. وإذا ما كان هناك نصّ في تاريخ الأديان الشاملة فهو القرآن هذا، أو الحوار الذي تستشهد به مؤسساتنا الأكاديمية دائماً، وهو نحن أنفسنا، والذي استحال الآن إلى موسيقى.
وأنا لم أتطرق هنا في كلمتي الاحتفائية إلا لأعمال أنغيليكا نويفيرت العظيمة والرائعة المتعلقة بالقرآن. أمّا أبحاثها ودراساتها العديدة التي تناولت فيها الشعر العربي القديم والحديث، ومنه قصائد الشاعر الفلسطيني المهمّ محمود درويش على سبيل المثال، فهي بحاجة إلى كلمة أخرى مستقلة. ولم أتصوّر أنغليكيا نويفيرت بصفتها محرضة على المبادرة فقط، وهي هكذا في الحقيقة، بل إنّ مبادرتها لم تقتصر على المشروع الشامل لتاريخ نصّ القرآن في أكاديمية العلوم في برلين ـ براندنبورغ وحده، إنما شملت عدداً لا يحصى من مشاريع البحث الصغيرة.
وقد مرّ تقريباً كلّ من تعامل مع القرآن في ألمانيا أو الشعر العربي الكلاسيكي، بمن فيهم صاحب كلمة الثناء هذه، عبر مدرستها، فألهب مشاعره تحمسها لهذه القضايا وركنَ إلى إخلاصها في العمل ووفائها. وهي تمضي في الوقت نفسه بضعة شهور من كلّ عام في الشرق الأوسط وتحتفظ بغرفة للنوم ببيروت أو القدس وتشرف على حشد من الطلبة المؤمنين في العالم الإسلامي وتلقي محاضرات ليس فقط في جامعتيّ هارفارد وبرنستون، بل العديد من الجامعات العربية والمعاهد الإسلامية المرموقة.
أخذ الآخرين على محمل الجدّ
منذ أن تعرفت عليها وأنا أسأل نفسي كيف تسنّى لها إنجاز كلّ هذه الأعمال، فالعامل الزمني يقول إنّ هذه الأعمال لا تنجز خلال حياة واحدة! لكن لماذا يصغى لها بدقة متناهية في مراكز العلوم الإسلامية بالذات على الرغم من أن أبحاثها تمسّ أسس العقيدة الإسلامية وتزعزعها من الأساس؟
وأعتقد أن هذا مرتبط بأسلوبها التعبيري وإخلاصها المتعاطف مع النصّ وجديتها وتديّنها هي نفسها أيضاً. وما يمكن تعلّمه ربّما من فقيهة اللغة هذه عن علاقة الرأي العام العلماني بالدين على العموم هو: ضرورة الشكّ بما يقدسه الآخرون وانتقاد أسس كلّ معتقد وبشكل بديهيّ ــ على شرط أنّ يحمل المرء هذه المعتقدات محمل الجدّ ويحترمها كذلك باعتبارها مبادئ مقدسة بالنسبة للآخرين. وبهذه المناسبة فإنني أهنىء أنغيليكا نويفيرت بمناسبة منحها جائزة سيغموند فرويد لهذا العام.
ألقيت الكلمة في ٦٢ تشرين الأول/ أكتوبر ٣١٠٢ في مسرح الدولة بمدينة دارمشتات.
نويد كرماني كاتب ومتخصص في العلوم الإسلامية يقيم في مدينة كولونيا الألمانية. وثمّنت أعماله بعدد من الجوائز.
ترجمة: حسين الموزاني
حقوق النشر: معهد غوته & فكر وفن