معركة "ذيل الأسد" و"أم الحروب" بين ترامب وروحاني
ما مدى خطورة التصعيدات الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" بين كل من طهران وواشنطن؟
أوميد نوريبور: إن التصعيد على "تويتر" هو مجرد إشارة على توجه مقلق للغاية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. وبالأخص ترسخت فكرة تغيير النظام من الخارج في واشنطن أيضاً، نتيجة تنامي نفوذ منظمة "مجاهدي خلق"، وهي جماعة معارضة، عنيفة ومكروهة إلى حد كبير من قبل الإيرانيات والإيرانيين.
هذه السياسة قد تجر معها الحرب إلى المنطقة في نهاية المطاف. ومثل هذه الحرب ستكون كارثة إنسانية وسياسية ذات أبعاد عالمية، كما أوضحت ذلك التغريدات الأخيرة.
بعد مرور شهرين ونصف فقط على خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، تدهور الوضع الاقتصادي في إيران بشكل كبير: انهيار في العملة، التضخم، انقطاع التيار الكهربائي، وأصبحت الاحتجاجات على جدول الأعمال، حتى البازار في طهران قد أغلق احتجاجًا لعدة أيام. ما مدى خطورة ذلك بالنسبة للمؤسسة السياسية في طهران ومن المستفيد من وراء كل هذا؟
أوميد نوريبور: الاحتجاجات بدأت في إيران قبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بفترة من الزمن والموجهة بشكل عام ضد الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد. الأمر يتعلق بالفساد وسوء التدبير وتزايد عدم المساواة الاجتماعية، ناهيك عن الوضع الكارثي المتزايد للحريات وحقوق الإنسان. هذا وضع المستفيدين من هذه الممارسات تحت الضغط.
ومع العقوبات، حصل عكس ما يريده صقور واشنطن: المعسكرات المختلفة داخل النظام الإيراني التحمت مع بعضها البعض، كما ستكون القطاعات الفاسدة في الحكومة، أكبر المستفيدين من ظاهرة التهريب.
ما هو تأثير ألمانيا، هل لا تزال أوروبا في موقف ما بين طموحات واشنطن لتغيير النظام وبين رغبة بقاء الطبقة السياسية في إيران؟
أوميد نوريبور: من المحتمل أن يكون لأوروبا تأثير كبير. باعتبارنا طرف فاعل في إيران، نحن أكثر مصداقية من الولايات المتحدة، المتدخلة بشكل متكرر في شؤون البلاد في العقود الأخيرة. نحن نمثل عامل اقتصادي كبير، ولكن لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الإمكانية، يجب على أوروبا الآن أن تأخذ الأمور على محمل الجد.
ما هي الإمكانيات الواقعية التي تمتلكها ألمانيا والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، من أجل تقديم حوافز اقتصادية كافية لإيران للبقاء في الاتفاق النووي، رغم الضغط الشديد الذي فرضته العقوبات الثانوية الأمريكية؟
أوميد نوريبور: يشكل خلق هذه الحوافز تحديًا كبيرًا. النقطة المركزية تمثلها صادرات النفط للبلاد. أوروبا تحتاج إلى توفير آليات حول كيفية الاستمرار في تنفيذ عمليات التسليم هذه.
لكن الأمر يتعلق أيضاً بخلق المزيد من الحوافز الاقتصادية: التعاون الوثيق والاستثمارات في قطاع المياه، الذي هو على وشك الانهيار في إيران، يمكن أن يكون حجة مهمة لأولئك الذين يريدون البقاء في الاتفاق النووي.
ما مدى توافق أوروبا مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، روسيا والصين، المتبقيتين في الاتفاق النووي حول هذه المسألة؟
لكن العلاقات بين الحلفاء الأطلسيين، هي من يشكل أزمة حقيقة وذلك لأن الحكومة الأمريكية تهدد الأمن الأوروبي من خلال سياستها بشكل مباشر وهذا لا يتوافق مع أهداف الشراكة الأطلسية.
ولد أوميد نوريبور في العاصمة الإيرانية طهران وقدم إلى ألمانيا وهو في الثالثة عشرة من عمره. وهو منذ عام 2006 عضو في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ومتحدث باسم كتلة حزب الخضر في شؤون السياسية الخارجية. كما أنه عضو في لجنة الشؤون الخارجية و لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية.
أجرى الحوار ماتياس فون هاين/ إيمان ملوك
حقوق النشر: دويتشه فيله 2918