تجسيد لحالة الرعب الشعبية في زمن الدكتاتوريات العربية
ولد الكاتب والمخرج رياض سطوف في باريس وقضى طفولته في ليبيا خلال حكم الزعيم الراحل معمر القذافي وسوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط الأخرى. في كتابه "عربي المستقبل"، الذي صدرت نسخته الألمانية الاثنين (16 شباط/ فبراير 2015) يصف سطوف تجربة طفولته مع أبيه وعائلته.
في سيرة ذاتية مصورة يسلط سطوف الضوء على الحقبة بين عامي 1978 و1984، الغنية بالصراعات الثقافية. وتُوج هذا العمل الفني في النسخة الـ 42 من مهرجان "أنغولام" بجائزة السخرية الأوروبية الرئيسية كأفضل رواية مصورة عام 2014.
قالب فكاهي
تتحدث رواية "عربي المستقبل" المصورة بأسلوب الرسوم الساخرة قصة طفولة رياض سطوف، الذي عاش فترة منها في ليبيا تحت حكم القذافي، وفي سوريا تحت حكم حافظ الأسد. ويلخص الكتاب أيضاً حالة الرعب التي عاشها السوريون على مدار نصف قرن، في ظل حكم الأسد.
وكان سطوف لم يتجاوز بعد الثالثة من عمره عندما بدأ رحلته الصعبة بين مختلف الدول. ويروي الكاتب هذه الرحلة في قالب هزلي وفكاهي، يحاول من خلاله نقل صورة العالم العربي في تلك الفترة. أما من الناحية الشكلية فيعتمد سطوف على صور وألوان مختلفة للتعبير على مختلف الدول والأماكن التي عاش فيها خلال طفولته.
علاقته بـ"شارلي إيبدو"
وفضلاً عن روايته المصورة هذه وأفلامه، اشتهر رياض سطوف أيضاً بمنشوراته الأسبوعية في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، التي كان عمل فيها على مدى عشر سنوات. وتعتبر المراهقة واحدة من المواضيع المفضلة لسطوف، إذ قام بجمع كتاباته لشارلي إيبدو من 2007 و2013 في كتاب "أسرار المراهقين".
وبهذا أصبح المخرج والرسام رياض سطوف من أشهر رسامي الكاريكاتير في فرنسا، بل وحتى خارج فرنسا. فقد تم إصدار 150 ألف نسخة من الترجمة الألمانية لكتابه "عربي المستقبل"، ومن المنتظر أن تلقى إقبالاً كبيراً في ألمانيا أيضاً.
زابينه بيشل
ترجمة: أ.ب
حقوق النشر: دويتشه فيله 2015