هل يحصل سلمان رشدي على جائزة نوبل للآداب؟
بعد ثلاثة أيام من الصمت، نفت إيران "بشكل حازم" الإثنين 15 / 08 / 2022 أي علاقة للجمهورية الإسلامية بمحاولة اغتيال الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي ألقت عليه باللوم بعد 33 عامًا من فتوى هدرت دمه بسبب كتابه الروائي "آيات شيطانية".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران "ننفي بشكل حازم ورسمي" أي علاقة بمنفذ الهجوم، مؤكدا أنه "لا يحق لأحد أن يتّهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وفي أول رد فعل من طهران على محاولة قتل رشدي، أكد المتحدث أن "إيران لا تعتبر أن أحدا يستحق اللوم أو الإدانة غيره ومؤيديه" على الهجوم الذي استهدفه الجمعة 12 / 08 / 2022 خلال مناسبة أدبية في نيويورك.
وقال المتحدث إن "سلمان رشدي عرّض نفسه لغضب الناس ليس فقط المسلمين ولكن أيضا أتباع الديانات السماوية الأخرى من خلال الإساءة للمقدسات الإسلامية وتجاوز الخط الأحمر لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم والخطوط الحمراء لجميع أتباع الديانات السماوية".
وكان رشدي البالغ من العمر 75 عامًا مهدّدا بالقتل منذ أن أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 إثر صدور روايته "آيات شيطانيّة"، متهما الكاتب البريطاني المولود في الهند بـ"معاداة الإسلام والرسول والقرآن".
وبعد عملية جراحية خضع لها رشدي اثر إصابته بجروح خطيرة جراء طعنه، قال وكيل أعماله أندرو وايلي إنه لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس و"بدأ يتماثل للشفاء".
وسلمان رشدي، المولود عام 1947 في الهند لعائلة مسلمة غير متدينة، أثار الغضب في جزء من البلدان الإسلامية بعد نشر رواية "آيات شيطانية" عام 1988، وهي رواية اعتبر المتشددون أنها تنطوي على تجديف.
وأصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية حينها فتوى عام 1989 بهدر دم سلمان رشدي الذي عاش سنوات تحت حماية الشرطة. فتوى آية الله الخميني ضد الكاتب لم تُلغَ قط حتى أن عددًا ممن ترجموا الرواية تعرضوا لهجمات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "الغضب الذي أثاره هذا العمل (رواية رشدي) لم يقتصر على إيران، بل رد الملايين في مختلف البلدان على هذه القضية واستشاطوا غضبًا من هذه الإهانة".
واعتبر أن من "التناقض التام ... إدانة ما أقدم عليه المهاجم من جهة وتبرئة من يهين المقدسات الإسلامية".
المهاجم هادي مطر - أميركي من أصل لبناني
ووُجهت للمهاجم هادي مطر، وهو أميركي من أصل لبناني يبلغ من العمر 24 عامًا، تهمة "محاولة القتل والاعتداء". وقال محاميه إنه سيترافع على أنه "غير مذنب".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية عبَّرت عن "شماتتها" بعد الهجوم ووصف ذلك في بيان بأنه أمر "وضيع".
في إيران، أشادت صحيفة "كيهان" اليومية المحافظة "بذاك الرجل الشجاع المدرك لواجبه الذي هاجم المرتد الخبيث سلمان رشدي".
من جانبها، وصفت صحيفة "جوان" المحافظة أيضًا الأحد ما حدث بأنه مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة التي "ربما أرادت نشر الكراهية للاسلام (الإسلاموفوبيا) في العالم".
ونظرًا لحساسية الموضوع في إيران، رفض العديد من الذين قابلتهم وكالة فرانس برس في الأيام الأخيرة في طهران التعليق على الهجوم على سلمان رشدي.
مسؤول في جماعة حزب الله: لا نعلم شيئا عن الهجوم على سلمان رشدي
وقال مسؤول في جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران يوم السبت 13 / 08 / 2022 إن الجماعة ليس لديها معلومات إضافية عن حادث الطعن الذي تعرض له الروائي سلمان رشدي الذي قضى سنوات مختبئا بعد أن أصدرت إيران فتوى بإهدار دمه بسبب كتاباته.
وقال المسؤول لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "لا نعلم شيئا عن هذا الموضوع وبالتالي لن يصدر عنا أي تعليق".
وحزب الله مدعوم من إيران التي أصدر زعيمها الراحل آية الله روح الله الخميني فتوى في عام 1988 تدعو المسلمين لقتل رشدي بتهمة التجديف.
وقالت الشرطة إن المهاجم المشتبه به هو هادي مطر البالغ من العمر 24 عاما من نيوجيرزي. ومطر لبناني الأصل وتنحدر أسرته من بلدة يارون بجنوب لبنان وذلك حسبما قال علي تحفه رئيس بلدية يارون.
وعندما سئل عما إذا كان مطر أو والداه ينتمون إلى حزب الله أو يدعمونه قال تحفه إنه "ليس لديه معلومات على الإطلاق" عن الآراء السياسية للوالدين أو مطر لأنهم يعيشون في الخارج.
صحيفة إيرانية: "الاعتداء على رشدي مؤامرة من تدبير الولايات المتحدة"
ويشكّل الاعتداء العنيف الذي تعرّض له الكاتب سلمان رشدي مؤامرة من الولايات المتحدة "التي تسعى إلى نشر رهاب الإسلام في العالم"، بحسب ما جاء الأحد 14 / 09 / 2022 في صحيفة إيرانية في غياب أي تعليق رسمي حتّى ذلك الوقت من الجمهورية الإسلامية.
وتعرّض الكاتب البريطاني من أصل هندي الحائز الجنسية الأميركية والذي أصدرت إيران فتوى بهدر دمه في 1989 إثر نشر روايته "آيات شيطانية" لطعنات عدّة الجمعة في ولاية نيويورك (شمال شرق الولايات المتحدة)، في اعتداء أثار استنكار الغرب وأيضا إشادات من بعض المتشدّدين في إيران وباكستان.
وجاء الأحد في صحيفة "جوان" المعروفة بخطّها المتشدّد "لعلّ شابا مسلما لم يكن قد أبصر النور عندما ألّف سلمان رشدي كتابه الشيطاني أراد الثأر منه".
فمنفّذ الهجوم هادي مطر، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، ولد بعد سنوات عدّة من صدور رواية "آيات شيطانية" التي يرى فيها مسلمون متشدّدون إساءة إلى القرآن والنبي محمد.
وتطرّقت صحيفة "جوان" إلى فرضية مؤامرة من تدبير الأميركيين، "في سيناريو مغاير مفاده أن الولايات المتحدة تسعى على الأرجح إلى نشر رهاب الإسلام في العالم".
أما بالنسبة إلى صحيفة "كيهان"، فإن "الاعتداء على رشدي أظهر ضعف استخبارات الولايات المتحدة وأثبت أن تدابير أمن مشدّدة لا يمكنها أن تمنع وقوع اعتداءات".
وأوردت أن "الاعتداء على سلمان رشدي يظهر أن الانتقام من المجرمين على الأراضي الأميركية ليس بالصعب".
واعتبرت "كيهان" أن الرئيس الأميركي السابق دونالد "ترامب وبومبيو (وزير خارجيته سابقا) سيشعران بتهديد متزايد" باعتبار أنهما "المدبّران الرئيسيان لاغتيال اللواء قاسم سليماني" القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي قضى بغارة أميركية قرب بغداد في كانون الثاني/يناير 2020.
ولم تعلّق السلطات الإيرانية إلا بعد مرور ثلاثة أيام على محاولة اغتيال سلمان رشدي (75 عاما) الذي ما زال في المستشفى وكان في حالة خطرة.
وقال تييري كوفيل الخبير في الشؤون الإيرانية والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس لوكالة فرانس برس "لا أرى يد الدولة الإيرانية في هذا الهجوم، لكن من المؤكّد أن هذه الحادثة ستزيد من ارتياب الولايات المتحدة من إيران".
الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي يعتبر أن جائزة نوبل للآداب يجب أن تمنح لسلمان رشدي
واعتبر الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي أنه يجب منح جائزة نوبل للآداب التي سيعلن عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2022، للكاتب سلمان رشدي الذي نقل إلى المستشفى في حالة خطرة بعد تعرضه للطعن في الولايات المتحدة.
وكتب ليفي في مقال نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش متحدثاً عن الكاتب البريطاني الحاصل على الجنسية الأميركية "لا أستطيع تخيل أي كاتب آخر لديه الجرأة، حالياً، يستحقها أكثر منه. الحملة تبدأ الآن".
وتعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته "آيات شيطانيّة"، لحوالي عشر طعنات الجمعة.
وبحسب قواعد جائزة نوبل للآداب، أرفع جائزة تُمنح للأدباء، يتم تحديد القائمة المصغرة للمرشحين الخمسة في شهر أيار/مايو، وتقوم لجنة التحكيم حاليًا بقراءة جميع أعمالهم.
هذه القائمة سرية، وبالتالي لا يمكن معرفة ما إذا كان اسم سلمان رشدي الذي غالبًا ما تم التنبؤ بإمكانية حصوله على الجائزة، مدرجًا.
ويتم الإعلان عن الفائز في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر في ستوكهولم.
وقال ليفي في مقاله الطويل بعنوان "خلود سلمان رشدي" إن "هذا الكاتب الذي عوقب على قيامه بكتابة نصوص حرة تجعلنا أحراراً، على مدى ثلاثين عاما، يستحق مكافاة".
وبحسب الفيلسوف، فإن "هذا العمل المروع بشكل مطلق والذي يتجاوز جسده المطعون وكتاباته، يستدعي ردا باهرا".
يعد الفيلسوف الفرنسي شخصية مؤثرة في المشهد السياسي والفلسفي والأدبي الفرنسي، وهو ملتزم بعدة قضايا، لا سيما في الشرق الأوسط.
وفي العام الماضي، مُنحت جائزة نوبل للآداب للروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح. أ ف ب ، رويترز