الرياضيات المسلمات- القوة الرياضية الناعمة
بعض الشابات من خلفيات مسلمة ما زلن يواجهن تحديات في التغلب على القيود الثقافية، إما بسبب والديهن الذين يعتقدون أن الفتيات يجب أن يصبحن رياضيات أو ربما ببساطة لأنه لا توجد أمامهن أمثلة يحتذى بها. إلا أن هذه المعوقات لم توقف العدّاءة الباكستانية نسيم حميد، التي فازت بالجائزة الذهبية عن أدائها في سباق المائة متر في ألعاب جنوب آسيا عام 2010، بحيث تعتبر أسرع امرأة في جنوب آسيا.
في أول احتفال من نوعه جرى تكريم ابتهاج محمد، لاعبة رياضية المبارزة التي تأمل الفوز في الألعاب الأولمبية، نتيجة لانجازاتها كرياضية مسلمة، وذلك ضمن جوائز الأمبسادور. قامت مؤسسة لاعبات الرياضة المسلمات باستضافة حفل توزيع الجوائز في الأسبوع الأول من شهر أيار/مايو لتكريم النساء المسلمات في هذا المجال. وتشكّل الجوائز تذكاراً بأن اللاعبات الرياضيات المسلمات قطعن شوطاً وفتحن مجالاً جديداً في عالم الرياضة وساعدن على تغيير وجهات النظر في المجتمع على اتساعه.
ورغم وجود عدد أكبر من النساء اللواتي يتنافسن في الألعاب الرياضية اليوم، مقارنة بما كان الوضع عليه في الماضي، إلا أن إرثهن جرى إغفاله. على سبيل المثال، كانت هاليت تشامبل أو امرأة مسلمة تتنافس في الألعاب الأولمبية، وقد فعلت ذلك في العام 1936 حيث مثّلت تركيا. وقد تم تكريم العديد من الرياضيات مثلها في حفل الجوائز الذي فازت فيه ابتهاج محمد بلقب رياضية السنة العالمية. إلا أن مشاركة النساء في الألعاب الرياضية في بعض الدول ما زالت محدودة.
اللباس الرياضي
من بين التحديات التي اضطرت بعض الرياضيات المسلمات التعامل معها الإجراءات والأنظمة الخاصة باللباس الرياضي. ولكنهن قمن كذلك بتمهيد الطريق أمام لاعبات أخريات يرغبن بارتداء ملابس رياضية محافِظة والبقاء منافِسات في اللعبة التي يحببنها. في العام 2007 على سبيل المثال، منع الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا) ارتداء الحجاب خلال المباريات بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى الاختناق. أدى ذلك المنع إلى اعتبار فريق كرة القدم النسائي الإيراني غير مؤهل للعب مباراة تصفية في الألعاب الأولمبية. ولكن هذه السنة، يخطط الاتحاد لتفادي ذلك القانون نظراً لظهور حجاب جديد مصمم خصيصاً للاعبات. سوف يتم الإعلان عن هذا القرار يوم 2 تموز/يوليو بعد إجراء المزيد من الفحوصات والاختبارات على الحجاب الجديد لضمان سلامتهم.
تقول ابتهاج محمد أن دينها، الذي يتطلب من المرأة أن ترتدي لباساً محافظاً، وجّه خيارها نحو لعبة المبارزة، وهي رياضة تتطلب من اللاعبات تغطية جسدهن من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين. "أحياناً، عندما أخوض المنافسة، أكون الأمريكية الوحيدة من أصول إفريقية، والسوداء الوحيدة، وبالتأكيد المسلمة الوحيدة، ليس فقط التي تمثل الولايات المتحدة وإنما في المنافسة نفسها. يمكن للأمر أن يكون صعباً"، تقول ابتهاج محمد.
مصدر إلهام
تشكل لاعبات الرياضة المسلمات، إذا أخذنا بالاعتبار تنوعهن، إلهاماً للفتيات حول العالم. إلا أن بعض الشابات من خلفيات مسلمة ما زلن يواجهن تحديات في التغلب على القيود الثقافية، إما بسبب والديهن الذين يعتقدون أن الفتيات يجب أن يصبحن رياضيات أو ربما ببساطة لأنه لا توجد أمامهن أمثلة يحتذى بها. إلا أن هذه المعوقات لم توقف العدّاءة الباكستانية نسيم حميد، التي فازت بالجائزة الذهبية عن أدائها في سباق المائة متر في ألعاب جنوب آسيا عام 2010، بحيث تعتبر أسرع امرأة في جنوب آسيا.
في الوقت الذي تبرز فيه المزيد من الرياضيات أمثال نسيم حميد إلى الأضواء، ربما تكون للفتيات اللواتي يشاهدنهن توقعات أكبر حول ما يستطعن تحقيقه، خاصة في مجال الرياضة. تعاملت لاعبات مسلمات أخريات مع معوقات أكبر بكثير. صدف رحيمي، الملاكمة البالغة من العمر 17 عاماً من أفغانستان ومرشحة أخرى لجائزة الأمبسادور، تغلبت على عدم وجود المرافق والمعدات للتدرّب، وصعوبة العيش تحت نظام الطالبان، الذي منع النساء من ممارسة الألعاب الرياضية. حطّمت صدف رحيمي، التي ستمثل أفغانستان في الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 الصور النمطية حول المرأة الأفغانية. ومثلها مثل زميلاتها، تواجه صدف سوء الفهم بأن النساء المسلمات لا يستطعن ممارسة الرياضة، وفي الوقت نفسه تثبت أن الصمود والمثابرة يستطيعان التغلب على أصعب العقبات.
مشاركات نسائية واسعة
وفي جزء آخر من العالم المسلم، أعلنت قطر مؤخراً أنها سترسل رياضيات إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى. كذلك رشحت سلطنة بروناي عداءة في سباق 400 متر حواجز هي مازيا محوسن للانضمام إلى الفريق الأولمبي للمرة الأولى. تشكل مشاركتهن فجر حقبة جديدة تضم جميع النساء وتثبت أن الحكومات تتبع في أعقاب النساء الرائدات.
تقول العديد من الرياضيات في جوائز الأمبسادور أنهن لم يتوقعن أن يتميزن كما فعلن، وهو واقع يُظهر للشابات أن بإمكانهن تحقيق أكثر مما يعتقدنه ممكناً. تستذكر ابتهاج محمد أثناء الحدث كيف شكّل إيمانها والرياضة هويتها. "لم أكن أعتقد في يوم من الأيام أن حجابي سوف يؤدي بي إلى ممارسة رياضة المبارزة، أو حتى إلى الرياضة، ولكن كذلك لأن أحب الرياضة بهذا الشكل. إنها جزء من كينونتي، ولا أستطيع حتى تصور الحياة بدونها.
مريوم ستار
حقوق النشر: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية 2012
مريوم ستار صحفية في مجال الوسائط المتعددة والصحافة المطبوعة، وخريجة جديدة من كلية الصحافة بجامعة كولومبيا بنيويورك.