في ظل كورونا: يورو 2020 تحولت إلى نسخة "استثنائية"
يورو 2020 تقدم لمحة عن الرياضة بعد جائحة كورونا: بعد عام من الارتباك وحالة الضبابية، انطلقت منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020) مساء الجمعة 11 / 06 / 2021 في العاصمة الإيطالية روما، وقد شهدت المباراة الافتتاحية عروضا جيدة داخل الملعب وخارجه لتقدم لمحة عن عودة الوضع الطبيعي لكرة القدم والرياضة في الحياة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.
كانت يورو 2020 قد تأجلت من العام الماضي 2020 إلى العام الجاري 2021 بسبب جائحة كورونا، وقد أثيرت الشكوك حول إمكانية إقامة البطولة قبل أشهر قليلة من اطلاق صافرة البداية، بسبب استمرار أزمة كورونا.
فقد شهدت العديد من دول أوروبا مع بداية هذا العام 2021، إجراءات إغلاق صارمة للسيطرة على انتشار العدوى بفيروس كورونا، وكانت مدينة ميونخ الألمانية على وشك الاستبعاد من قائمة الدول المستضيفة لمنافسات يورو 2020 قبل أن تقدم للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) خطة لحضور الجماهير في الاستاد.
ونجحت ميونخ في حسم الأمر لكن مدينتي دبلن الأيرلندية وبيلباو الإسبانية لم تتمكنا من حسم خطتهما لحضور الجماهير وجرى استبعادهما من قائمة المدن المستضيفة.
وحلت أشبيلية مكان بيلباو، بينما نقلت المباريات التي كانت مقررة في دبلن إلى سان بطرسبورغ ولندن.
وبدلا من إقامة منافسات يورو 2020 في 12 مدينة كما كان مقررا في البداية، تقام مباريات البطولة في 11 مدينة.
ولكن كل العراقيل والمعاناة بدت في طي النسيان، على الأقل لمدة 90 دقيقة، وذلك عندما افتتحت البطولة يوم الجمعة بالمباراة التي انتهت بفوزالمنتخب الإيطالي على نظيره التركي 3 / صفر.
تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا وبريطانيا كانتا في صدارة الدول الأوروبية الأكثر تضررا من جائحة كورونا، وذلك من حيث عدد الوفيات بسبب العدوى.
لكن الاستاد الأولمبي في العاصمة روما شهد مساء الجمعة حضور نحو 16 ألف مشجع وتعالت الصيحات وارتسمت الابتسامة على الوجوه، ليقدم ذلك لمحة لما ستبدو عليه الرياضة في الحياة ما بعد الجائحة.
وقال شيرو إيموبيلي الذي سجل الهدف الثاني للمنتخب الإيطالي في المباراة: "كانت أمسية مثالية. ورؤية احتفالات الجماهير جعلت الأجواء أكثر جمالا، نحن نهدي هذا الانتصار إليهم، وإلى من لا يزالوا يقاومون هذا الفيروس اللعين".
وقال زميله لورينزو إنسيني الذي سجل الهدف الثالث لإيطاليا: "كل شيء كان مفعما بالعاطفة. كان شيئا جميلا أن نرى المشجعين مجددا، وهو ما كنا معتادين عليه".
وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أن الاحتفالية الكروية امتدت إلى خارج الاستاد، حيث احتشد المشجعون واحتفلوا في الشوارع.
وجرى إلزام حاملي التذاكر بإبراز شهادة بتناولهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا أو تقديم ما يثبت سلبية نتائج فحوص كورونا التي خضعوا لها.
وفي المدرجات، لم يلتزم كثيرون بارتداء الكمامة كما لم يكن هناك التزام كبير بالتباعد الجسدي.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان هذا السلوك سيحمل تأثيرا سلبيا فيما يتعلق بعدد حالات العدوى في أوروبا، لكن لليلة واحدة على الأقل، استطاع مشجعو كرة القدم في مختلف أنحاء العالم تنحية أزمة الوباء جانبا.
يورو 2020 تقهر الجائحة وتنطلق وسط حضور جماهيري وطموحات كبيرة للمنتخبات المشاركة
وبعد عام كامل من الموعد الأصلي لانطلاقها ، رُفِع الستار الجمعة عن فعاليات النسخة السادسة عشرة من بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لكرة القدم لتعود الجماهير إلى مشاهدة أبرز النجوم مثل كريستيانو رونالدو وكيليان مبابي من خلال هذا الحدث الكبير.
وكان مقررا أن تقام فعاليات هذه البطولة في 12 مدينة بكل أنحاء القارة الأوروبية، ولكن العدد تقلص إلى 11 مدينة بعد هذا التأجيل بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
ورغم استمرار جائحة كورونا في العالم وتأثيراته العديدة على الحياة في أوروبا، انطلقت فعاليات هذه النسخة من الاستاد الأولمبي بروما.
وكانت استضافة هذه النسخة في مدن مختلفة بجميع أنحاء أوروبا تحديا لوجستيا منذ البداية، وكانت من وحي خيال الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي أراد الاحتفال بالذكرى الستين لليورو من خلال إقامة مباريات البطولة في العديد من البلدان.
وأضافت جائحة كورونا إلى العقبات والمشاكل التي واجهت هذه النسخة حيث خرجت مدينة بلباو الإسبانية والعاصمة الإيرلندية دبلن من قائمة المدن المضيفة، وحلت مدينة بلنسية الإسبانية مكان بلباو فيما وزعت المباريات، التي كانت مقررة في دبلن ، على استاد "ويمبلي" في لندن ومدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وبهذا، تقام مباريات البطولة على ملاعب 11 مدينة بدلا من 12 مدينة.
وتسببت القواعد والقيود الاسكتلندية الصارمة لمكافحة جائحة كورونا في منع كل من منتخبي كرواتيا والتشيك من إقامة معسكر تدريبي على أرضها خوفا من الاضطرار في دخول فترة حجر صحي حال اكتشاف أي حالة إصابة، ولو إصابة واحدة، بفيروس كورونا في صفوف الفريق.
وشهدت الأيام القليلة الماضية إصابة أكثر من لاعب في المنتخبات المشاركة بفيروس "كورونا ، ويبرز منهم سيرخيو بوسكيتس ودييجو يورنتي ، فيما تعافى البعض من الإصابة بكورونا مؤخرا ، ومن بينهم توني كروس نجم خط وسط ريال مدريد الإسباني والمنتخب الألماني.
وكان اليويفا قرر في العام الماضي 2020 تأجيل فعاليات يورو 2020 إلى منتصف العام الحالي 2021، كما وضع إجراءات وقيود احترازية صارمة خاصة بمكافحة الجائحة في هذه البطولة.
ويتعين على كل فريق أن يتوافر لديه 13 لاعبا على الأقل لا يعانون من الإصابة بكورونا ليخوض أي مباراة في البطولة ، ولكن تأجيل المباريات يظل ممكنا لمدة 48 ساعة على الأقل.
كما سمح اليويفا لكل من المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة بتقديم قائمة تضم 26 لاعبا بدلا من 23 لاعبا ، مع السماح بإجراء خمسة تبديلات في كل مباراة.
الجماهير حاضرة في مدرجات مختلف ملاعب البطولة من العاصمة المجرية بودابست، التي تسمح بحضور السعة الكاملة للاستاد، وحتى مدينة ميونخ الألمانية ، التي تسمح بحضور 14 ألف مشجع في المدرجات.
وقال ألكسندر شيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مؤخرا: "أشعر بالسعادة فعليا لأننا نستطيع أن نستقبل المشجعين في المدرجات بمختلف مباريات البطولة، ليحتفل المشجعون بمنتخبات بلادهم في كل أنحاء القارة".
ويتفق يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت) مع رئيس اليويفا في هذا، حيث قال : "جربنا المدرجات الخالية في الاستادات لفترة طويلة بما فيها الكفاية".
ويواجه المشجعون والفرق المشاركة بالبطولة إجراءات وقيود صارمة ضمن بروتوكولات الصحة المطبقة في مباريات البطولة، التي تمتد فعالياتها من 11 حزيران/يونيو 2021 إلى 11 تموز/يوليو 2021 ؛ حيث تقام مباريات البطولة أيضا في أمستردام وباكو وبوخارست وكوبنهاغن وجلاسجو.
وتولى المنتخبات الإيطالي (الآزوري) والتركي ركلة البداية في هذه النسخة حيث التقيا على الاستاد الأولمبي في روما.
ولكن معظم الاهتمام المبكر في البطولة ينصب على المجموعة السادسة، التي تضم المنتخب البرتغالي حامل اللقب الأوروبي بقيادة المهاجم الكبير والخطير كريستيانو رونالدو والمنتخب الفرنسي حامل اللقب العالمي بقيادة مهاجمه الخطير الموهوب كيليان مبابي والمنتخب الألماني بقيادة مدربه يواخيم لوف الذي يترك المسؤولية عقب نهاية البطولة والمنتخب المجري غير المرشح بقوة للعبور من هذه المجموعة.
وإلى جانب التأهل المباشر لصاحبي المركز الأول والثاني في كل مجموعة بالدور الأول للبطولة إلى الدور الثاني (دور الستة عشر)، تكون الفرصة سانحة أمام أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الستة لاستكمال عقد المتأهلين للدور الثاني.
وقال لوف: "نرغب في مساندة الجماهير لنا مجددا وإقناعهم بدعم كرة القدم الألمانية مجددا... الهدف دائما هو الذهاب لأبعد مرحلة ممكنة. ولكننا لسنا من المنتخبات المرشحة بقوة للفوز باللقب".
وأعاد لوف كلا من توماس مولر وماتس هوملز إلى صفوف المانشافت بعد غياب دام لعامين ونصف العام عن صفوف الفريق، كما أعاد ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد إلى صفوف الفريق بعد غياب لسنوات طويلة.
ويدعم بنزيمة هجوم الديك الفرنسي الذي يعتمد أيضا على كيليان مبابي وأنطوان جريزمان. وخسر المنتخب الفرنسي نهائي النسخة الماضية من البطولة (يورو 2016) على أرضه أمام نظيره البرتغالي، ولكنه يرغب الآن في تكرار ما فعله في عام 2000 عندما أضاف اللقب الأوروبي إلى لقب كأس العالم 1998.
وتوج المنتخب الفرنسي باللقب العالمي في 2018 بروسيا بعد الفوز على كرواتيا في النهائي.
ويبرز أيضا المنتخب البلجيكي متصدر التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم ضمن أكثر المرشحين للفوز باللقب في ظل ما يمتلكه الفريق من نجوم كثيرين في مختلف صفوفه مثل كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو.
كما يأتي المنتخب الإنكليزي بقيادة مديره الفني جاريث ساوثغيت ، وبما يضمه من نجوم مثل هاري كين وفيل فودين وغادون سانشو، ضمن المرشحين للمنافسة على اللقب.
كما تضم قائمة المرشحين كلا من المنتخب الكرواتي وصيف بطل العالم بقيادة لاعب الوسط المخضرم لوكا مودريتش والمنتخب الإسباني، الذي يخوض البطولة بدون قائده ومدافعه العملاق سيرخيو راموس ولكنه يضم بين صفوفه اللاعب الموهوب بيدري، والمنتخب الإيطالي بشكله الجديد.
ويخوض المنتخب السويدي فعاليات البطولة بدون مهاجمه المخضرم وأيقونته زلاتان إبراهيموفيتش، كما يخوض المنتخب الهولندي البطولة بدون مدافعه الشهير فيرجيل فان دايك بسبب الإصابات.
ويخوض منتخبا فنلندا ومقدونيا الشمالية البطولة للمرة الأولى، ولكن كلا منهما يحمل إلى البطولة طموحات كبيرة.
ورغم اعتماده في خط الهجوم على روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونخ الألماني، فقد لا تكون أهداف ليفاندوفسكي كافية لقيادة المنتخب البولندي إلى نهائي البطولة على استاد "ويمبلي" في لندن يوم 11 تموز/يوليو 2021. د ب أ
[embed:render:embedded:node:44579]