"المرأة العربية شخصية قيادية بامتياز"
السيدة ريتيكر، ما الذي دفعك إلى التركيز على "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في هذا العمل السينمائي؟
جيني ريتيكر: يتم التغاضي عن القوة التي يملكها عدد كبير من النساء في شتى أنحاء العالم. عندما بزغ الربيع العربي، طرحنا على أنفسنا ثلاثة أسئلة رئيسة: أين هن النساء؟ وما الذي يفعلنه؟ وكيف يمكننا منح أصواتهن ورؤاهن المنبر الذي يستحققنه؟
هل تعتقدين أنَّ مشروع الأفلام قادرٌ على تغيير التصور القائم عن المرأة العربيَّة في الغرب؟
جيني ريتيكر: كثيرون في الغرب لا يرون المرأةَ العربيَّة إلا باعتبارها كائنًا مضطهدًا. بطبيعة الحال، هناك خطورةٌ في إصدار أحكام إجماليَّةٍ، لكني أود أنْ أدَّعي أنَّ العكس هو الأقرب للحقيقة في معظم الحالات، فمعظم النساء اللواتي التقينا بهن كن قويات ومشاركات في المجريات الاجتماعيَّة والسياسيَّة على نحو أوسع مما يُتوقع، حيث تجلى أنهن شخصياتٌ قياديَّة ممتازةٌ؛ ولهذا السبب أيضًا لم يقع استهدافهن فقط من قِبَلِ ممارسي العنف المتطرفين، إنما صرن أيضًا شوكةً في أعين حكَّام المنطقة المستبِدِّين. لا تحتاج هذه النساء إلى منقذٍ – بل هنَّ من ينقذ الآخرين.
يصعُب تحمُّل القصص التي تُروى في مجموعة الأفلام في بعض الأحيان. لماذا اخترت هذه النساء بالذات لمشروعك؟ وهل كانت هناك صعوبات في العثور عليهن؟
جيني ريتيكر: لم يكُن من الصعب العثور على النساء المناسبات، اللواتي أردنا مرافقتهن سينمائيًا، فقد كانت هناك قبل اندلاع الانتفاضات في سنة 2011 نساءٌ في مناصب قياديَّةٍ داخل مجموعات الناشطين. وعندما بدأ الربيع العربي في مصر، زاد ظهور النساء المشاركات، وبالتالي قلّما واجهتنا مصاعب في العثور على نساءٍ أخرياتٍ مناسباتٍ لتقديم صورهن الشخصيَّة عبر المشروع.
نساءٌ كثيراتٌ في المنطقة، وليس فقط اللواتي ظهرن في الفيلم، ضليعاتٌ فكريًا وسياسيًا ومتمكناتٌ عاطفيًا، وهذا ما يزيد حاجة هذه النساء للحماية القانونيَّة، حيث لا بدَّ من احترام حقوقهن الإنسانيَّة الأساسيَّة، ولا بدَّ من الاعتراف بهن بصفتهن مثقفات من الناحية السياسيَّة - كما هي حالهن بالفعل. لا يتوجب إنقاذ هذه النساء، بل الاصغاء إليهن فقط. وهذا بالضبط ما أردنا تحقيقه من خلال مجموعة أفلام "عواصف الربيع".
السيدة ريتيكر، ما الذي دفعك إلى التركيز على "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في هذا العمل السينمائي؟
جيني ريتيكر: يتم التغاضي عن القوة التي يملكها عدد كبير من النساء في شتى أنحاء العالم. عندما بزغ الربيع العربي، طرحنا على أنفسنا ثلاثة أسئلة رئيسة: أين هن النساء؟ وما الذي يفعلنه؟ وكيف يمكننا منح أصواتهن ورؤاهن المنبر الذي يستحققنه؟
هل تعتقدين أنَّ مشروع الأفلام قادرٌ على تغيير التصور القائم عن المرأة العربيَّة في الغرب؟
جيني ريتيكر: كثيرون في الغرب لا يرون المرأةَ العربيَّة إلا باعتبارها كائنًا مضطهدًا. بطبيعة الحال، هناك خطورةٌ في إصدار أحكام إجماليَّةٍ، لكني أود أنْ أدَّعي أنَّ العكس هو الأقرب للحقيقة في معظم الحالات، فمعظم النساء اللواتي التقينا بهن كن قويات ومشاركات في المجريات الاجتماعيَّة والسياسيَّة على نحو أوسع مما يُتوقع، حيث تجلى أنهن شخصياتٌ قياديَّة ممتازةٌ؛ ولهذا السبب أيضًا لم يقع استهدافهن فقط من قِبَلِ ممارسي العنف المتطرفين، إنما صرن أيضًا شوكةً في أعين حكَّام المنطقة المستبِدِّين. لا تحتاج هذه النساء إلى منقذٍ – بل هنَّ من ينقذ الآخرين.
يصعُب تحمُّل القصص التي تُروى في مجموعة الأفلام في بعض الأحيان. لماذا اخترت هذه النساء بالذات لمشروعك؟ وهل كانت هناك صعوبات في العثور عليهن؟
جيني ريتيكر: لم يكُن من الصعب العثور على النساء المناسبات، اللواتي أردنا مرافقتهن سينمائيًا، فقد كانت هناك قبل اندلاع الانتفاضات في سنة 2011 نساءٌ في مناصب قياديَّةٍ داخل مجموعات الناشطين. وعندما بدأ الربيع العربي في مصر، زاد ظهور النساء المشاركات، وبالتالي قلّما واجهتنا مصاعب في العثور على نساءٍ أخرياتٍ مناسباتٍ لتقديم صورهن الشخصيَّة عبر المشروع.
نساءٌ كثيراتٌ في المنطقة، وليس فقط اللواتي ظهرن في الفيلم، ضليعاتٌ فكريًا وسياسيًا ومتمكناتٌ عاطفيًا، وهذا ما يزيد حاجة هذه النساء للحماية القانونيَّة، حيث لا بدَّ من احترام حقوقهن الإنسانيَّة الأساسيَّة، ولا بدَّ من الاعتراف بهن بصفتهن مثقفات من الناحية السياسيَّة - كما هي حالهن بالفعل. لا يتوجب إنقاذ هذه النساء، بل الاصغاء إليهن فقط. وهذا بالضبط ما أردنا تحقيقه من خلال مجموعة أفلام "عواصف الربيع".
ما هو الشيء الجديد الذي سيتعرَّف عليه الجمهور عبر "عواصف الربيع"؟
جيني ريتيكر: أقوى حجة ضد الأحكام المسبقة هي أنْ نفهم الناس في سياقٍ يمكن أن نوجد بأنفسنا فيه. يعتقد الكثير من الناس في الولايات المتحدة أنَّ المرأة التي تعتمر الحجاب مقموعةٌ بأيَّةِ حالٍ من الأحوال. بيد أنَّ المشاهد يرى في الفيلم الناشطة هند، المتحجبة التي تشعُّ قوةً على المستوى الشخصي والسياسي على حدٍّ سواءٍ. وهي لا ترى رابطًا حتميًا بين الحجاب والاضطهاد، بل تعتبره مجرَّد خيارٍ انتقته ذات يوم.
ما هي الإشارة التي ترسلها مجموعة الصور الشخصيَّة إلى الساسة في مصر، وإلى بلدان الربيع العربي الأخرى أيضًا؟
جيني ريتيكر: آمل أن لا نتمكن فقط من تبديد الأحكام المسبقة تجاه هذه النساء، بل أيضًا أنْ نطرح على أنفسنا أسئلةً حرجةً من نوع: لماذا ساهمنا في بعض الحالات في دعم ديكتاتوريات على سبيل المثال، بينما كنا نزعم في الوقت ذاته أننا نرفضها من حيث المبدأ. لا بدَّ لنا من التساؤل عن الفترات التي لم ندعم فيها بحزمٍ الأصوات الديمقراطيَّة فعليًا، أي تلك الأصوات التي تمثل القيَم الأصليَّة للربيع العربي. سوف أكون سعيدة إن استغلت حكومة الولايات المتحدة الأمريكيَّة في عهد الرئيس أوباما الفرصة أخيرًا، ودعت أيضًا ناشطات سلام نساء في شهر أيلول/سبتمبر القادم إلى قمة مكافحة الإرهاب التي ينظمها البيت الأبيض على هامش دورة الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة لهذا العام.
ماذا الذي تعلمتِه من النساء المشاركات بالأفلام أثناء التصوير؟
جيني ريتيكر: من الخطأ أنْ نعتقد أنَّ النساء مهمشاتٌ دائمًا؛ فالأمر على العكس من ذلك: فهنَّ كثيرًا ما يرفعن كلمتهن ويعلمن أيضًا كيف يمكنهن فرض إرادتهن. لذلك، علينا أن نسأل أنفسنا ذات مرة: لماذا يبدو أننا نغفل عن النساء دائمًا حيثما يتفشى العنف. لماذا نغفل عنهن؟ لا يمكن أن يكون السبب أنهن ببساطة يختفين عن الوجود؛ ومن المهم جدًا أن نصغي إلى ما تقوله وتريده النساء، فهن يعلمن متى تنشب نزاعات معينة، ويعلمن أيضًا بمكامن الحل. النساء أكثر صلابةً وأكثر مِنعةً مما يريد كثيرون إقناعنا به.
كيف كانت ردة فعل زملائك على مشروعك؟
جيني ريتيكر: جاءت ردود الفعل جيدة جدًا، الأمر الذي أسعدني، لا سيما وأنَّ مشروع الأفلام كان أيضًا في غاية الصعوبة. جميع جوانب الفيلم، بدءًا من التقنيَّة وصولاً إلى أسلوب السرد، لاقت صدىً إيجابيًا بلا تردد. ومع ذلك، لا بد لي من القول بأنَّ أجمل المديح أتاني من الشخصيتين الرئيستين هند ومريم، اللتين أخبرتاني بأنهما أعجبتا بالفيلم، وبأني أفلحت في التقاط جوهر تجاربهما.
حاورها: جوزيف مايتون
ترجمة: يوسف حجازي