حوار الثقافات والأديان...ثمرة لقاء الحكمتين اليهودية والإسلامية
يعود حوار الأفكار والثقافات، حسب الكاتب حاييم زعفراني، إلى أدب الحكمة التوراتي، الذي يرتدّ إلى ماضٍ سحيق. غير أنّه لم يتبلور إلا في القرن الخامس قبل الميلاد.
ومع اكتشاف، ونشر، مؤلَّفات من أدب الحكمة المصرية والبابلية، أصبحت تنكشف علاقتهما بأدب الحكمة التوراتي، وبدأ اللقاء بين اليهودية والهلينية في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد اتّسم بمحدوديته، بسبب التحرّيم الذي قضى به علماء الشريعة اليهودية ضدّ الحكمة اليونانية.
واللافت للانتباه أنّ تأثُّر اليهود بمناهج الفكر اليوناني تمّ عبر وساطة الثقافة العربية، وأنّ هَلْيَنة الفكر اليهودي تحقّقت عبر الإسلام، لاسيّما بعد تبنّيهم اللغة العربية، واستعمالها أداة للتأليف والكتابة.
ورجع الكاتب، في هذه المقالة، إلى الماضي، بحثاً عن عناصر التشابه في الكتابات اليهودية والإسلامية، التي من شأنها، إذا ما دقّقنا النظر فيها، أن تبرز لنا أنموذجاً ملموساً للتعايش بين الديانات، في مراحل معيّنة من التاريخ. هذا التعايش، الذي لم تعرف له الحياة اليهودية مثيلاً في أرض المسيحية، خلال ألف سنة ونصف من استقرارها هناك. مع استثناء مراحل قصيرة من تاريخ إسبانيا، التي أعلن فيها أحد ملوكها أنّه ملك للديانات الثلاث.
وقد استقى من الحضارة العربية الإسلامية أمثلة حيّة تجسِّدها أسماء بعض الأعلام، ممّن كان لهم إسهام ملموس في ترسيخ ثقافة الحوار والتلاقح، أمثال: ابن رشد، وموسى بن ميمون، اللذين يمثلان مسارين فكريين نموذجيين من العصر الذهبي الأندلسي المغربي.
ومن المهم، الإشارة إلى أنّ العلماء المسلمين تجاوزوا، في عدد من المجالات، أساتذتهم اليونانيين؛ إذ لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا مجالٌ لا نجد له نظيراً في الكتابات اليونانية، ألا وهو العلم الجديد، الذي يُعنى بالمقارنة بين الأديان، والذي بلغ أعلى درجات الحياد والموضوعية على يد كلّ من: أبي الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني (ت 1153)، وأبي الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 1050).
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا....
حقوق النشر: مؤسسة مؤمنون بلا حدود 2017